-A +A
نادر العنزي (تبوك) nade5522@
لم تكن إطلالته في «تويتر» محاطة بالاحتفاء والتصفيق كما ظن، بل جنى ثمار سياسات بلاده منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده صيف 1995، إذ لم يسلم حمد بن جاسم بن جبر الرجل القوي في قطر ما بعد الانقلاب والعقل المدبر في كثير من المؤامرات التي حاكتها «دويلة المؤامرات»، من رشق وغضب مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الذي سعى عبر خلاياه الإلكترونية تجييشه منذ نهايات 2010. وأطل حمد بن جاسم لأول مرة في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي في السابع من مارس الجاري دون حراسات ولا «فلترة الجزيرة» التي تخفي موجات الغضب ضد حقبة قطر «ما بعد الانقلاب»، رغم أنه أنشأ حسابه منتصف 2015، إلا أنه فضل التواري عن «التغريد» إلى الأيام القليلة الماضية.

ويبدو أن «التبرير» والاستعطاف كانا عنوان حمد بن جاسم في «تويتر»، بيد أن مراقبين يرون في ظهوره المفاجئ رغبة شخصية، ممن سخر أموال قطر في التآمر على الأشقاء، للمشاركة الشخصية في حملات التحريض. ويعزو الكاتب اللبناني جيري ماهر دخول حمد بن جاسم عالم «تويتر» إلى رغبته الشخصية ليكون فاعلاً في حملات التحريض ضد المملكة، لافتاً إلى أن ذلك يأتي بعد خسارة خلايا «تنظيم الحمدين» الإلكترونية لكافة الوسائل الإعلامية التي يمكن الاستفادة منها في حربهم ضد المملكة وجهودها في مواجهة إيران في المنطقة.


وقال جيري ماهر لـ«عكاظ» إن دخول ابن جاسم لـ«تويتر» هي آخر المحاولات اليائسة للدفاع عن تنظيمه وأعماله غير المبررة وغير الشرعية، معتبراً أنه جزء من مشروع «خبيث» يحرض على المملكة ويحاول جاهداً طعنها من الخلف خدمة لإيران -شريفة كما يسميها النظام القطري- وأذرعها من بيروت إلى اليمن.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي فهد ديباجي ظهور ابن جاسم في «تويتر» انعكاساً لفشل «تنظيم الحمدين» والسلطة القطرية في تبرير أفعالهم وسياساتهم، مشيراً إلى أن «ابن جاسم» يريد أن يأخذ دوره العلني بعد أن كان يُمارسه بالخفاء. وشدد ديباجي في حديثه إلى «عكاظ» على أن شعوب المنطقة لن تنسى أعمال الغدر والخيانة التي انتهجها النظام القطري. ويربط رئيس منظمة سابراك في واشنطن سلمان الأنصاري وجود حساب ابن جاسم في «تويتر» منذ منتصف 2015 بنشاط الخلايا الإلكترونية المدججة بفكر الإخوان والمدافعة عن إيران والمشيطنة للخليج. وتوقع عدم استمرار ابن جاسم في «تويتر» قائلاً «لا أبالغ إن قلت إن عودة ابن جاسم إلى «تويتر» لن تستمر طويلاً، لأن حماقته ستقوده إلى فضح نفسه أمام الرأي العام في بلده وفي الخليج، ولن يصمد أمام إسقاط أقنعته واحداً تلو الآخر، لذا ستكون هذه العودة مؤقتة ولن تستمر طويلاً».