-A +A
خالد السليمان
من المثير للسخرية أن تنتقد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عزم إدارة الرئيس ترمب إجراء محادثات مع نظام الرئيس الكوري الشمالي حول نزع الأسلحة النووية، بحجة افتقادها للخبرة الدبلوماسية اللازمة لإدارة المحادثات!

ومصدر السخرية أن الوزيرة السابقة نفسها لم تترك بصمة تظهر خبرتها في إدارة السياسة الخارجية لبلادها في المنطقة، فقد خسرت بسبب مراوغتها وممارسة التقية السياسية ثقة حلفاء بلادها التقليديين في الشرق الأوسط، وفي عهدها سقط العراق في براثن النفوذ الإيراني، وسمحت بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية مما فاقمها رغم خطوط أوباما الحمراء التي سرعان ما اتضح أنها خطت بأحبار سريعة الذوبان، وأظهرت تهورا في التعاطي مع الأزمة الليبية ربما أسهمت بشكل غير مباشر في مقتل سفير بلادها لدى ليبيا، كما أن الاتفاق النووي مع إيران كشف عن ضعف خبرة إدارة الرئيس أوباما في إدارة المحادثات التي أدت لعقد اتفاق أعرج أخرج المارد الإيراني من قمقمه لينشر الفوضى في المنطقة ويهدد جيرانه ويجعله العنصر المشترك في جميع أزمات المنطقة بدءا من سورية وانتهاء باليمن مرورا بالعراق و لبنان!


الأكيد أن الشرق الأوسط يعيش اليوم حالة من الفوضى الدموية، ويحصد نتائج سياسات الإدارة الأمريكية السابقة التي قادت فيها الوزيرة المتحاذقة كلينتون سياسة دعمت ربيعا سرعان ما تحول إلى شتاء عاصف تساقطت فيه أرواح البشر كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف!