-A +A
حمود أبو طالب
في زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة كان هناك ملمح جديد للزيارات الرسمية يتمثل في حضور جزء من القوة الناعمة السعودية كالفنون المختلفة من فرق موسيقية إلى معرض للصور إلى فعاليات ثقافية وندوات حوارية حول قضايا إنسانية وغيرها من الفعاليات التي جذبت عددا غير قليل من الحضور، رغم أن لندن مدينة تعرف كثيرا من ملامح الثقافة العربية والخليجية بسبب التواصل المستمر والحضور الكبير للعرب فيها، أي أن هذه الثقافة ليست غريبة عليها، ومع ذلك اهتم كثيرون بمتابعة النشاط المرافق للزيارة.

ما حدث يجب أن يكون بداية لاستمرار هذا الحضور في الزيارات الرسمية، خصوصا إلى الدول التي لا تعرف ثقافتنا جيدا أو ربما لا تعرف عنها شيئا. الحضور لدى الشعوب الأخرى لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل إن الحضور الثقافي والفكري والإنساني عموما مهم جداً، لأنه يتصل بالمجتمع الذي يشكل الرأي العام بناء على الصورة الذهنية الموجودة لديه عن أي مجتمع آخر. القرارات السياسية في كثير من الدول تأخذ في حسبانها توجهات الرأي العام، وكيفما تكون صورتك لديه وانطباعه عنك يكون موقفه من قضاياك، فعندما نحسن التعبير عن أنفسنا ونقدم مجتمعنا بشكل حضاري وإنساني يحترم ويعنى بالثقافة والفكر والفنون فإننا نكتسب احترام الشعوب الإنسانية المتحضرة.