-A +A
خالد السليمان
نشرت وسائل الإعلام أمس صورا لأميري قطر الحالي والسابق وهما يحضران مباراة في كرة القدم أقيمت في باريس بين فريقي ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لجهاز قطر للاستتثمار!

النادي الباريسي كان أحد الأقنعة الناعمة التي اتخذتها قطر ضمن سياسة رسم صورتها العالمية، فبعد فشلها في الاستحواذ على نادي برشلونة الشهير، اتجهت للنادي الباريسي المغمور لتعمل على الدفع به إلى واجهة كرة القدم العالمية، تغريها في ذلك تجربة المليونير الروسي أبراموفيتش عندما اشترى نادي تشيلسي ورفعه من منطقة الوسط ليجعله يناكف أكبر أندية الكرة الإنجليزية تاريخيا ليفربول وآرسنال ويونايتد!


لكن أهداف المليونير الروسي كانت في الغالب استثمارية بينما اختلطت الأهداف السياسية بالاستثمارية في الحالة القطرية، وما المبالغة في دفع قيمة فسخ عقد وانتقال النجم البرازيلي «نيمار» من برشلونة إلى جيرمان والتي بلغت ٢٢٢ مليون يورو إلا مؤشر على أن الهدف يتجاوز تماما شراء الموهبة الكروية إلى شراء الهالة وفرض النفوذ الذي سعت سلطة قطر لتوظيف المال فيه سياسيا لشراء الأدوار والمواقف والمنصات التي تعطي قطر حجما يتجاوز مساحتها على الساحتين الإقليمية الدولية!

السياسة بالنسبة لسلطة قطر ككرة القدم ليست سوى لعبة يمكن ممارستها، وتملك الكثير من المال الذي أفسد السياسة والرياضة، لذلك ستستمر مشاركة قطر في اللعب حتى وإن كان لعبا خشنا يفتقر للروح الرياضية، لكن المال لا يضمن الفوز، فالخسارة رياضيا في باريس وسياسيا في الدوحة، تعلق جرس الحاجة لمراجعة النفس والاستدراك قبل أن يطلق الحكم صافرة الإفلاس!