-A +A
مي خالد
في مشهد شهير من مسلسل طاش ما طاش يقف ناصر القصبي أمام السبورة في الفصل ليجيب بلغة فصحى مضحكة عن سؤال مادة التعبير الشهير: أين قضيتم إجازة الصيف؟

هذا السؤال شهير لدرجة أن هناك برودكاست ينتشر مع بداية كل عام دراسي على خلفيته. ينهى فيه كاتبه معلمي مادة التعبير من طرح هذا السؤال كي لا يحرج الطلاب الذين لم يسافروا بسبب ظروف أهلهم المادية!.


من الواضح والمجمع عليه تقريباً بين السعوديين أن أغلب شعبنا لا يجيد الحديث في المناسبات العامة أو أمام الكاميرا. وهذه المشكلة كان ينتظر من مادة التعبير أن تخلص العديد من الطلاب منها. إلى جانب أن كثيراً منا يريد معنى لكنه يخطئه بسبب ضعف قدرته على التعبير عن أفكاره. وهذا يبدو جليا في برامج التلفزيون الحوارية وتلك التي تستضيف الناس في الشارع.

هذا إلى جانب أن عديداً من السعوديين لا يستطيعون الكتابة بشكل صحيح.

هم عاجزون عن التعبير باللغة العربية، ناهيك عن الإنجليزية. وأنا حين أقول ذلك فأنا أضم نفسي ولا أبرؤها من هذا العيب.

إن محتوى الإنترنت السعودي الذي يعج بسوء التعبير وضعفه وركاكة الأساليب، والكثير من الاعتذارات عن سوء الفهم. لهو علامة واضحة لهذا الخلل التعليمي.

الفرق بين التعليم في أمريكا بوصفها دولة عظمى وبيننا بوصفنا دولة تسعى لأن تصبح دولة عظمى فرق شاسع على مستوى تدريس العلوم والرياضيات وحتى على مستوى المواد النظرية، لكن هذا الفرق الشاسع يتقلص ليصبح على شكل علامة تعجب. في تدريس مادة التعبير والكتابة. هذا ونحن نعتز جدًّا بلغتنا العربية وبطاقاتها التعبيرية.

ففي التعليم الأمريكي يبدأ تعليم مهارات الكتابة والتعبير من الصف الثالث، ويكتب الطالب كل أسبوع في «مفكرة المؤلف»، ويتابع المعلم دفتر الملاحظات ويدون فيه تطور الطالب في مهارات التعبير والكتابة، وعادة ما تكون هذه الملاحظات مشجعة.

أما في الصف الرابع، فعلى الطالب أن يكتب عدة تقارير من 500 كلمة عن كتاب من اختياره.

في الصف العاشر يبدأ الطالب في نظام التعليم الأمريكي بكتابة ورقة بحثية من 10 صفحات عن التاريخ أو الأدب أو العلوم الأخرى تحت إشراف معلمي تلك المواد. ويتعلم خلالها الطالب الطريقة الصحيحة في كتابة المصادر والهوامش وهي مهارات بالكاد يتحصل عليها طلاب مرحلة الماجستير في تعليمنا السعودي.

لذا نأمل أن يختفي سؤال: أين قضيت الإجازة؟ ليصبح مثلاً: ما محتوى آخر كتاب قرأته؟