-A +A
خالد السليمان
بدأ «المرور» أمس مخالفة مستخدمي الهاتف الجوال أثناء قيادة السيارة، وعدم ربط حزام الأمان آلياً بواسطة الكاميرات، كما نشر لائحة غراماته الجديدة التي تضمنت تشديداً في عقوبات بعض المخالفات، وتذكيراً بالمنسي منها!

وفي مسائل عقوبات الجرائم وغرامات المخالفات، يبدو حبل النجاة في متناول اليد بتفادي ارتكابها، فمن لا يقترف جريمة تستحق عقاباً، أو يرتكب مخالفة تستحق غرامة، ليس لأحد مدخل عليه، وقد قيل قديما في المثل الشعبي الخليجي «لا تبوق لا تخاف» للدلالة على سلامة وحصانة موقف كل من «يمشي في السليم» فلا يخشى من ملاحقة أو عقوبة أو غرامة!


لكن المسألة في السلامة المرورية لم تتعلق يوماً بتشديد تطبيق لوائح العقوبات والغرامات وحدها، بل بمنظومة متكاملة من العمل والوعي الذي يحفظ الأرواح ويضمن انسيابية حركة المركبات ونظامية استخدامات الطرق، وهذا للأسف لم يتكامل بعد ولن يتكامل قبل الانتهاء من أعمال الطرق التي تملأ شوارع مدننا الرئيسية، وتشغيل شبكة النقل العام الذي سيسهم في تخفيف الزحام وتدقيق ضوابط منح رخص القيادة!

فتهيئة الطرق والشوارع، وتخطيط مداخلها ومخارجها ومسالكها التخطيط السليم، والتخلص من التحويلات و«الصبات» سيحد من لجوء السائقين لاستخدام أكتاف الطرق واقتحام المسارات، كما أن توفير مواقف السيارات النظامية لن يدفع السائقين للتوقف في مواقف غير نظامية!

وإذا كان وعي السائق مرتكزا أساسيا في خلق ثقافة مرورية جديدة لاحترام النظام والحد من تهديد السلامة، فإن وعي رجل المرور بمسؤولياته لا يقل أهمية، كما أن تأهيله للقيام بواجباته باحترافية ومهنية هو الضمانة لانتشال الحالة المرورية في بلادنا من غرقها!