-A +A
إدريس الدريس
الاحترام والتقدير من الاحتياجات الرئيسية لاكتساب الثقة في النفس وتوطين الشعور بالقيمة المجتمعية لدى الغير، لكن هذه البداهة لاتنسجم مع تبعات العمر الذي يمر سريعاً فلا تشعر بذلك إلا بعد أن تتقاطر عليك مراسم الكهولة وقوائم المفردات التي تعبر يقيناً عن تقدمك في العمر، وسيتبدى ذلك بجلاء حين تطرق أسماعك عبارات من مثل «تفضل ياعم» و«أبشر ياوالد» و«هلا جدي أي خدمة؟» هذا طبعاً عدا تقبيل الرأس وتقديم مكان جلوسك وتضييفك بالقهوة وما قد يتبعها قبل الجميع!

والواقع أن سائر الناس يتطلعون للتقدير وإعلاء المكانة وإيلاءهم الحظوة لكن مع ذلك فإن كل شخص يبحث عن الاحترام لذاته وقدراته وبحسب تعامله مع الآخر لكنني مع ذلك أتطلع لأن يصار في مجتمعنا إلى تقدير كبار السن من خلال تقديم التسهيلات والأسعار المخفضة والتشجيعية في مجال الخدمات الصحية والترويحية عبر برامج السفر وتذاكر الطيران وكذلك مراعاة الاحتياجات الصحية، خصوصا أن سن التقاعد الوظيفي يتبعه انحسار ملحوظ في الدخل المادي.


أعلم أن ملامح التقدير والاحترام سمة وملحظ اجتماعي ثابت في تقاليدنا وأعرافنا ونحمد الله على انتقاله بين الأجيال بما يعزز من لحمتنا الأسرية ويؤكد على ميزة التكافل الاجتماعي وتوقير الكبار عندنا وأتطلع لديمومة هذه العادات بين أبنائنا، لكنني مع ذلك أعلن من هذا المنبر بطوعي واختياري صادقاً غير حانث عن تنازلي التام حالياً عن كل عبارات التبجيل الأبوي وعن الاحترام المنسوب لعمري وتأجيلها إلى حين مأخرة، خصوصا أنني لازلت متطلعاً وأنظر للأمام وأنسج كثيرا من الأحلام ولهذا دعوني أنتظر مثل هذه المراسم التوقيرية العمرية عندما أبلغ من العمر عتيا. أمد الله في أعمارنا وإياكم وتوجها بلبوس الصحة والعافية.

* إعلامي وكاتب سعودي