-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@

تماماً كاتفاقية تصدير الغاز القطري إلى إسرائيل «مدة زمنية غير محدودة وأسعار رمزية»، لا تختلف العلاقة السياسية بين البلدين المنبوذين عالمياً عن بعضهما، في تطبيق للمثل العربي الشهير:«البيض الفاسد يتدحرج على بعضه»، بعد أن استغل الطرفين الضالين كل الخلافات العربية لتوطيد العلاقة الشاذة بين التنظيم والمحتل.

وفي الوقت الذي كان يحاول العرب الضغط على إسرائيل من خلال وقف الحكومة المصرية أنابيب الغاز المصري إلى إسرائيل، استغل تنظيم الحمدين الأزمة الإسرائيلية، من خلال فتحه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، العام 1996، توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، الأمر الذي عقبه إنشاء «بورصة الغاز القطرية في تل آبيب».

تنازلات كثيرة قدمها تنظيم الحمدين لإسرائيل طمعاً في كسب رضاها، إضافة إلى محاولته إفساح المجال لشخصية اعتبارية يهودية في داخل الإطار الشرق أوسطي من خلال العديد من اللقاءات التي بثها الذارع الإعلامي للحمدين «الجزيرة» وتبينها للشعار الأكثر كذباً «الرأي والرأي الأخر» الذي كان أقرب إلى أدلجة الشارع العربي لسماع وجهة نظر المحتل «تلفزيونياً» ومحاولة إظهار الحمل الوديع بداخله، إلا أن اليهود كانوا يعرفون حقيقة تنظيم الحمدين الحربائي.

وعلى الرغم من تفقد «شمعون بيريز» لـ«الجزيرة» في زيارته الشهيرة لها، إلا أن وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان كان يعرف حقاً التوجه الرئيسي للتنظيم وقناته، بعد أن هاجم في الـ22 من يوليو العام 2014 الجزيرة والحكومة القطرية اللواتي اتهمهن «بدعم الإرهاب» في العالم.

وأشار ليبرمالن في تصريح لصحيفة «هآرتس» نقلته الـ «CNN»أكد فيه أن الجزيرة على صلة بنشاطات»جماعات إرهابية متسائلاً عن سماح الولايات المتحدة عمل قناة تابعة لـ«القاعدة» من نيويورك، ومشدداً على أن»قطر" هي العمود الفقري للجماعات الإرهابية المتشددة التي تهدد استقرار العالم وليس الشرق الأوسط فحسب.