-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
كلمات قليلة، لكنها ذات دلالات ومعان كثيرة، يؤلف في كل سطر منها أسفار وأسفار، ودعونا نعشْ للحظات مع تلك الكلمات الرائعة، ونتدبرها، ونطبقها، فقد قيل:

- أمران لا يدومان في الإنسان: شبابه وقوته.


- وأمران ينفعان كل إنسان: حسن الخلق وسماحة النفس.

- وأمران يرفعان من شأن الإنسان: التواضع وقضاء حاجات الناس.

- وأمران يدفعان البلاء: الصدقة وصلة الأرحام.

الأمور الثمانية السابقة، لها جذورها في السنة النبوية العطرة، في أحاديث عديدة، لكنها هنا جاءت مجملة، فقد لا يملك المرء وقتاً للرجوع إلى أسسها وتفاصيلها، ومن ثم تكفيه الخلاصة، على أن يعيها بقلبه وفكره وجوارحه.

فإذا علم الإنسان أن شبابه وقوته لن يدوما، حافظ عليهما واستعملهما فيما يفيده ويفيد أهله ووطنه، بل والإنسانية جمعاء، وله ثواب من الله عظيم.

وإذا أراد المرء نفعا في حياته، فما أجدر أن يتحلى بحسن الخلق –وهو أمر عظيم في الميزان– وسماحة النفس، فهما خصلتان يتعدى أثرهما صاحبها ومن تحلى بهما، إلى المجتمع المحيط به، وله من الناس الثناء ومن الرب العطاء.

وما من إنسان تواضع وسعى في قضاء حوائج الناس، إلا ازداد رفعة بين قومه، وعلت وسمت مكانته عند ربه.

أما أصحاب الصدقات، وواصلوا الأرحام، فطوبى لهم وحسن مآب، فقد أدخلوا السعادة والسرور إلى الناس في حياتهم، وحظوا برضوان الله تعالى في الدنيا والآخرة، فالصدقات يستشفى بها، ويتقرب بها إلى المولى عز وجل، أما عن صلة الأرحام، فحدث ولا حرج، وهذان الأمران يدفعان عن المرء البلاء، لكنه لا يشعر في الغالب بذلك؛ لأنه لا يستحضر عظمة هذين الأمرين، مع أن جزاءهما عند الله تعالى.

تلك كلمات من نور، قليلة في عددها، كثيرة في معانيها، عظيمة في أثرها.

فاللهم ألهمنا العمل بما نكتب ونقرأ، فأنت نعم المولى ونعم النصير.