-A +A
طارق فدعق
بعد فترة قليلة بمشيئة الله ستبدأ شركات الطيران السعودية المختلفة باستلام طائرات جديدة من شركة إيرباص باسم إيرباص 320 «نيو». كلمة «نيو» Neo هي اختصار لخيار المحركات الجديدة «New Engine Option» وهي أيضا كلمة لاتينية ومعناها «الجديد». والميزة الكبرى في هذه الطائرات هي محركاتها الجديدة المتطورة، علما بأن هناك مزايا أخرى في تصميم الإضاءة الداخلية، والمقاعد، ودورات المياه أعزكم الله. ولنعد للمحركات الجديدة إذ نجد أنها تتميز بكفاءة تشغيلها، وخصوصا استخدامها للوقود، ونظافتها البيئية، وبصمتها الضوضائية الأقل إزعاجا بمستوى النصف تقريبا عن المحركات الحالية. وفي البداية أود أن أسجل موقفاً من الاسم، فمجموعة أيرباص دائما تتحفنا بطائرات رائعة، ولكنها تطلق عليها بعضاً من أغرب الأسماء، فاسم نيو كأنه اسم «بس» أو «قطو» صغير... وليس اسم طائرة جبارة تستطيع أن تقاوم الجاذبية وتحلق على ارتفاعات شاهقة لساعات طويلة وبسرعات تصل إلى 80 في المائة من سرعة الرصاصة من فوهة المسدس...نيو اسم «كيوت»... وديع ولطيف... وبصراحة لا أرغب شخصيا أن تكون طائرتي وديعة ولطيفة. أريدها جبارة، وقوية... تقلع من مطار الرياض في الصيف عندما تكون درجة الحرارة 50 درجة مئوية... وتصعد بقوة إلى أعالي الأجواء حيث درجة الحرارة خمسين تحت الصفر... ولا تشتكي من رجرجة ولا هزهزة... وللأسف أن مجموعة إيرباص لم توفق في اختيار الأسماء، فحتى اسم المجموعة لا يليق بمكانتها، وقدراتها الجبارة في مجالي الطيران والفضاء. وكأن الاسم الأساس قد ولد بمبادرة مجموعة من المعجبين بمسرحية «إحنا بتوع الأوتوبيس» فلنلتزم بموضوع الباص ونجعله أتوبيساً جوياً «إير باص». ظلموا الشركة الله يسامحهم. وللعلم فالطائرات الأوربية كانت دائما تتميز بالأسماء الرنانة مثل «كارافيل» و«فاي كاونت» و«كونكورد»... كلها أسماء جميلة تجعلك في تشوق لرؤية الطائرة من الخارج والداخل، وتضعك في جو الطيران الحالم.

كان من المتوقع أن يكون الجيل الجديد من طائرات الإيرباص مركزا على الكفاءة في التشغيل، لأن طائراتهم الحالية الأكثر مبيعا هي عائلة الـ320، وقد أثبتت جدارتها عبر السنوات في نقل ملايين البشر بسلامة وراحة واقتصاد لدرجة أنها أصبحت ثاني أكثر الطائرات مبيعا في العالم. فقد باعت منها حوالى ثمانية آلاف طائرة خلال الثلاثين سنة الماضية، بالرغم أن سعرها قد وصل إلى حوالى نصف مليار ريال... للحبة الواحدة.


موضوع تسمية المنتجات يحتاج دائما إلى العناية... لا يوضع مثلا الرقم 4 على أي منتجات موجهة للشرق الأقصى وهي أكبر أسواق العالم الواعدة، وذلك بسبب تشاؤمهم بالرقم، لأن لفظ الرقم 4 «تشي» هو كلمة الموت... ولكنهم يتفاءلون كثيرا بالرقم 8 لأن لفظه «با» هو كلمة «الرخاء»، ولذا فتحرص الشركات على «جبره» في أسماء طائراتها. وكان من دواعي استخدامه في أكبر الطائرات التجارية التي كانت موجهة للسوق الآسيوى بالذات وكانت من طراز البوينج 8-747 والإيرباص 380... وللعلم فلم تكن هناك بوينج 7-747 أو 6-747 أو 5-747 ولم تكن هناك أيرباص 360 أو 370. وموضوع الرقم 8 يستحق مقالاً في حد ذاته.

أمنيــــــــة

أتمنى أن تتفوق خطوط وطني على جميع شركات طيران العالم، وخصوصا أنك لو نظرت إلى الطائرات التي تحمل شعار السعودية بشركاتها المختلفة، ستجد أنها الأحدث في العالم من أمريكا، وأوروبا، وكندا. ولا ننسى أن الطائرات ليست هي السر الأول، فقلوب، وعقول، وسواعد الرجال الذين يدعمون هذه الصناعة الحيوية هي الأهم. وفقهم الله

وهو من وراء القصد.