-A +A
هيلة المشوح
المملكة دولة مترامية الأطراف تبلغ مساحتها أكثر من مليوني كم٢، تضم 13 منطقة إدارية و46 مدينة كبرى، هذا إضافة إلى المحافظات والمراكز التي ترتبط بها القرى والمزارع والبوادي، ويقطن على هذه الرقعة الشاسعة نحو 30 مليون نسمة موزعين بكثافات مختلفة على هذه المناطق والأقاليم، وبالطبع لكل منطقة مشاكلها وسلوكيات سكانها المتباينة سلباً وإيجاباً فنحن لسنا مجتمعا ملائكيا أو سكان تلك المدينة الأفلاطونية الفاضلة، ففضلاً عن وجود فئات اجتماعية إيجابية -وهي الأصل- فبيننا المجرم والإرهابي والحزبي والكاره والحاقد والطائفي والعنصري وأيضاً بيننا المجند لجهات لا تريد بنا الخير ولسنا استثناء عن بقية شعوب العالم.

تنبري بعض الفئات الحزبية المسيسة والتابعة للنظام القطري بتشويه صورتنا والتصيد في كل حدث يقع في مجتمعنا حتى لو كان حدثاً تافهاً فتضخمه وتنفخ فيه عبر أبواقه ومنابره الإعلامية -أي النظام القطري- وتنشره مع بعض العبارات الرنانة كـ(هذا هو شعب الحرمين) و(هؤلاء هم القائمون على المقدسات) إلخ، وكأننا يجب أن نكون ملائكة لا بشرا، وهذه الفئات المغرضة بطبيعة الحال لا تهتم لهذه المقدسات بقدر اهتمامها -المدفوع- لتشويهنا، محركها الرئيسي الحقد الدفين ودافعها التجييش المشبوه وتأجيج العاطفة الدينية لشعوب العالم الإسلامي على وجه الخصوص ضدنا وإثبات عدم استحقاقنا لكل ما وهبنا الله من نعم، ونزع أهلية المملكة برعاية المقدسات كما يحدث هذه الأيام من تحريض بائس لتدويل الحرمين !


من يحاول الاصطياد في المياه العكرة لن ينال منا ومن صورتنا أمام العالم، ففضلاً عن مؤامرات النظام القطري المستمرة والأحزاب المناوئة له فقد سبقتهم أنظمة ودول وتيارات وتنظيمات أكبر حجماً وذكاءً باءت مخططاتها كلها بالفشل، فذهبوا وبقيت المملكة بشعبها الوفي وقيادتها الحكيمة، فيا ليت من أهدر مقدرات بلاده ثمناً لهذه المؤامرات وتكبد الخسائر في سبيل أهدافه المشبوهة أن يعي صغر حجمه وضعف مخططاته وهزالة منازلته، علماً أن كل مؤامرة أو تشويه نبحث عن مصدره نعود فنجده نفس النظام ونفس العصابة الصغيرة في قطر !

لدينا مشاكلنا بحكم اتساع المساحة وعدد السكان، ولدينا عدد هائل من الوافدين، منهم المؤهل والبسيط والجاهل والمجرم، ولاشك أن كل قضية تطفو على السطح ويتناقلها الكارهون، هو أمر طبيعي يحدث في الدول الكبرى والصغرى، ولكل تعداد سكاني نسبة جريمة وخارجون عن القانون، فليهدأ من يترصدنا ويطير فرحاً بكل حادثة ليوظفها بما يسيء لنا ظناً منه أن ذلك يضعفنا.. فليرقصوا على قضايانا كما يشاؤون «فالتيس» الذي يناطح الجبل لن يهزه بل يعجل بكسر قرونه:

كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها.... فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ!