-A +A
عابد هاشم
• نعلم بأن تطبيقنا للاحتراف قبل أكثر من عقدين من السنين كان قبل «أوانه»، أو بالأحرى قبل أن يستوفي أهم ركائزه الأساسية، ولذلك ترتب على «احترافنا غير المكتمل» من العواقب والأضرار ما لا يمكن حصرها، كما لا يمكن إنكارها أو التقليل من انعكاسها سلبا على مخرجات كرة القدم السعودية وإصابتها بالانتكاسة والغياب عن المحافل الرياضية بكافة مستوياتها لسنوات طوال، كادت تتساوى مع عمر احترافنا، وقد تتجاوزه، لولا أن من الله على رياضتنا بشكل عام بمن إذا أعجز الصادقين عن الوفاء بشكره فلن يُعجزهم عن صادق الدعاء له، ذلك هو معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.

•• ففي بضعة أشهر قام بعملية «قسطرة» شاملة ودقيقة جداً لكافة شرايين وأوردة الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، فانتشلها من غيبوبتها المزمنة بعد أن استأصل منها كل الشوائب والأورام الخبيثة، وضخ فيها دماء جديدة، وأحاط جميع الأندية الرياضية بكل ما يجسد معنى الرعاية والدعم، ويكفل لها التغلب على أزماتها الآنية من جهة، وتقويض أزماتها الخارجية من جهة أخرى، لتنهض مجددا بكل اتقاد وصلابة.


•• ومن يُمعن بتبصُر في حُزم الإجراءات والقرارات والإصلاحات التي تمت حتى الآن على مستوى ما يختص فقط بإصلاح وتطوير كرة القدم السعودية، يجد أنها جميعا تستهدف بكل جدية وجودة وإتقان إنجاز هذا المشروع الرياضي الوطني المصيري على أعلى مستوى، وفي زمن قياسي، ومن خلال ما يتضح أن الإنجاز هنا يتم على أكثر من محور:

- إصلاح ما خلفه احترافنا المنقوص.

- تهيئة أنديتنا الرياضية «المحترفة» لمواكبة مرحلة وشيكة قادمة من العمل وفق نظام احتراف استوفى كافة ركائزه التي كانت مُغيبة كل تلك السنين الماضية، وفي مقدمتها خصخصة الأندية الرياضية.

- بعد إنجاز وتجويد المحورين السابقين بكافة تفاصيلهما التي لا تتسع المساحة لسردها، يكون الوقت قد حان لتطبيق الخصخصة على أسس صلبة.

•• يتبقى على مسيري الأندية المحترفة الذين ستستقر عليهم القائمة النهائية والخاصة بمن حظوا بالثقة لرئاسة هذه الأندية، بعد عملية إصلاحية حكيمة، رأى من خلالها معاليه أن محور ارتكاز النجاح في تهيئة الأندية، هم مسيروها، فأخضعهم «لغربال» هذه العملية الإصلاحية.. الذي كشف ما لم يكن في الحسبان، وما هو صادم على بعض الإدارات السابقة، فتم حلها وتكليف البديل عنها مباشرة، أقول يتبقى على هؤلاء العمل بما يعزز هذه الثقة الكبيرة، ولن يستعصي عليهم ذلك حتى إن كانوا غير محترفين، شريطة تجنب «الاجتهادات» في مدخلات ومُخرجات العمل في أنديتهم، وتدعيم أنديتهم بأجود المختصين، وتحديدا في الشأن النفسي والاجتماعي، خاصة أن تغييبه في أنديتنا المحترفة جعلها أسيرة التخبطات العشوائية والهدر المالي المهول وغير المبرر، والتسرع في التفريط بالكثير من المحترفين والمدربين، وهذا ما سأتناوله في مقال آخر بإذن الله تعالى، والله من وراء القصد.

تأمل:

البشر يقللون من قيمة ما لا يستطيعون إدراكه.