-A +A
حمود أبو طالب
يتمنى الإنسان أن ينتهي الأسبوع بأخبار جيدة، أو أقل سوءاً من غيرها، ليستطيع بدء عطلة نهاية الأسبوع دون منغصات، لكن يبدو أن ذلك ضرب من الخيال أو الأحلام المستعصية، والأسوأ من الأخبار السيئة طريقة عرضها وتوقيت نشرها، فبعضها لا يتم التمهيد له لامتصاص صدمة المتلقي وإنما يتم قذفه كالطوبة في وجهه وهو «يا غافل لك الله»، كما هو حال الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة يوم أمس عن إلغاء الهيئة العامة للطيران المدني عقد إدارة وتشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بمدينة جدة.

يأتي هذا الخبر بينما نحن في ذروة الترقب والاستبشار والتطلع للانتقال إلى المطار الجديد لإنهاء وضع أصبح في غاية التردي للمطار القديم الذي لا يليق بدولة بمكانة المملكة ومدينة بأهمية جدة، وكانت هيئة الطيران المدني قد وقعت العقد مع تحالف شركة مطارات شانجي الدولية والشركة السعودية للمساندة البحرية (ولا ندري ما علاقة البحر بمطار جوي) في شهر أبريل الماضي لمدة 20 عاما، أي قرابة عام من الآن، إلا أن الهيئة ـ وهي التي وقعت العقد ـ اكتشفت الآن وجود بعض الملاحظات الرئيسية التي تتطلب إعادة النظر في ترسية المشروع، وبناء على ذلك سوف تطرحه في منافسة عامة جديدة «تستوفي المتطلبات حسب أفضل الممارسات ويتم إعلانها بما يحقق أعلى درجات الشفافية والعدالة»، كما تؤكد الهيئة بحسب نص الخبر. لكن الهيئة جزاها الله خيراً، وحرصاً منها على عدم إصابتنا بإحباط شديد أكدت لنا أيضا أن هذا الإجراء لن يؤثر على الجدول الزمني المحدد للافتتاح الأولي والتشغيل التجريبي للمشروع. أي أن الافتتاح والتشغيل لن يتأثرا بعدم وجود الشركة المسؤولة عن الإدارة والتشغيل. كيف يكون ذلك؟؟، الله وحده أعلم، ثم هيئة الطيران المدني !!.


من طول انتظارنا للمطار الجديد الموعود، والعثرات المتوالية التي أصابته أصبحت أميل إلى الاعتقاد بأن المشروع أصيب بـ «عين ما صلت على النبي» لذلك قد نقترح على هيئة الطيران المدني الاستعانة بمجموعة من الرقاة المعتبرين ووضعهم في طائرة تحوم حول المشروع عدة دورات ثم يهبطون ليقرؤوا وينفثوا بين جنبات المشروع لعل الله يفرجها علينا ويذهب سوء الطالع.