-A +A
عابد هاشم
• أنديتنا الرياضية الكبيرة، برغم ما تمتلكه من تاريخ حافل بالبطولات المحلية والمشاركات الخارجية، وما يمتلكه بعضها من إنجازات في المحافل الخارجية وعراقة وشهرة وقاعدة جماهيرية شاسعة، إلا أن جميع هذه الأندية الكبيرة «المحترفة» لم يستطع مسيروها «غير المحترفين» برغم كل هذه التجارب، «اكتساب» ما يفترض اكتسابه من الخبرات التي تكفل لهم على الأقل عدم تكرار الأخطاء السابقة في التعامل مع بعض الحالات والظواهر، خصوصاً التي لا زالت تُلقي بظلالها على بعض هذه الأندية!!

•• ومن بين هذه الظواهر حالة «المسخ المفاجئ» التي تُصيب مستوى بعض اللاعبين «المحترفين» في فرق كرة القدم بهذه الأندية، وخصوصاً المحترفين غير السعوديين.


•• فلا تجد أدنى نسبة أو تناسب بين ما كان عليه هذا النموذج من المحترفين في موسمه الرياضي السابق مع الفريق من نجومية وإبهار وعطاء سخي وحضور جاد وفاعل، وحالة «المسخ الشامل» التي يصاب بها مستواه في الموسم الرياضي الذي يليه!!

•• صحيح أن هذه الحالة من «المسخ» قد يُمارسها بعض «محترفينا» عن سبق إصرار وتعمد لأسباب من بينها ما يتعلق بـ«حسابات» بينهم وبين أنديتهم جراء فهم قاصر وربما منعدم للاحتراف وأنظمته ولوائحه، ولا غرابة في ذلك، فإذا عُرف السبب بطل العجب، خصوصاً وأن لهذه «الحسابات» وسواها ما هو كفيل بتصفيتها وتسويتها وفق الإجراءات النظامية التي لم يغفلها «الاحتراف الشامل وغير المنقوص»، وهذه الأنظمة تضمنت كل ما يحقق التوازن بين الحقوق والواجبات دون حاجة هذا النموذج من اللاعبين لاقتراف مثل هذه الممارسات التي لا تليق إلا بمن علم من الاحتراف شيئاً وغابت عنه أشياء!!

•• إلا أن الصحيح أيضاً أن هناك نوعية من اللاعبين المحترفين أكثر تجربة ومراساً للاحتراف وإلماماً بلوائحه وأنظمته من النموذج السابق، وتخلو سيرهم من أي ممارسات سلبية تضر بنجوميتهم، وبرغم كل هذا يُصاب مستواهم فجأة بنفس حالة المسخ والانحدار، مما يعني أن هناك ظروفاً خاصة فاقت قدرة هذه النوعية من المحترفين، في محاولة التغلب عليها والحيلولة دون انعكاس تبعاتها سلباً ولا إرادياً على مستوياتهم ونجوميتهم، وتحول ما كان لهم من إعجاب وحب واهتمام لدى الجماهير إلى سخط ونفور وتقريع، ومطالبات صارخة وجارحة... إلخ.

•• ومما يؤسف له هو إصرار المسيرين «غير المحترفين» الذين تعاقبوا على رئاسة هذه الأندية «المحترفة» ومكابرتهم على أنهم قادرون على معالجة مثل هذه الحالة التي تداهم هذا النموذج المميز من المحترفين المغلوب على أمرهم، وفي النهاية لا يتجاوز العلاج المزعوم من قبل هذه الإدارات تلك الإسطوانة المشروخة: «جلسنا مع اللاعب، وتناقشنا معه، ووعدنا بالعودة إلى مستواه السابق»!!

•• ومن قال بأن اللاعب ليس أكثر حرصاً على استعادة مستواه، لكنه بحاجة إلى من يعينه بعد الله على تجاوز معاناته الخاصة وفق الأساليب العلمية التي لا يفقهها سوى المتخصصين في علومها، وليس عن طريق روشتة «جلسنا معاه» التي لا محل لها في عالم الاحتراف السوي، وللحديث بقية، والله من وراء القصد.

• تأمل:

فاقد الشيء لا يعطيه.