-A +A
علي محمد الرابغي
صدق أحمد شوقي حين قال في قصيدته:

يا جارة الوادي طربت وعادني.. ما يشبه الأحلام من ذكراك


مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى.. والذكريات صدى السنين الحاكي

وكأنني بخالد الفيصل وأحمد شوقي أمير الشعراء يمتحان أو يصدران من مشكاة واحدة.. ذلك أن من يمتلك هذه الأحاسيس يمتلك أيضا القدرة على أن يكون رئة يتنفس من خلالها الإنسان السامع والإنسان القارئ.

ذلك في ظني أنها مهمة المبدعين الذين حباهم الله القدرة على ترجمة مشاعر الآخرين.. لا أقول بالنيابة وإنما هي مسؤولية إنسانية جبل عليها الإنسان المبدع والفنان.. وعندما يتحدث خالد الفيصل عن الطائف عروسة المصايف.. والمأنوس منذ القدم.. فإنه يترجم مشاعر الكثيرين من أمثالي ورفاق صبايا الذين كانت واحة الطائف مستقرا لمشاعرهم وأحاسيسهم عند فترة يزهو فيها العطاء وتتفتح القدرات ثم تتفتح براعم الفاكهة (فاكهة الطائف) على أغصانها.

خالد الفيصل والولاء:

وكأني (بأبو بندر) قد وطئ أرضا تعرف خطواته

وتنصت الأيام إلى ذلك الزمن الجميل.. الذي كان فيه شابا يمتطي صهوة جواده منحدرا من شهار إلى معشي، حيث قصر والده العظيم (يرحمه الله).. في يقيني أنه عندما قام بجولته في الطائف.. إنما نبه فيه ذلك القديم، وهذه ميزة من مزايا من يملكون قدرات إبداعية تجعلهم يرقون إلى سموات لا يطيقها الكثير من أمثاله.. ولفتة كريمة تلك التي شدته وهو يتجول في أسواق الطائف، حيث صُدم بصورة ذلك الشاب الذي يلبس الزي الإفرنجي.. وكعادته لم تفت على الأمير، ووقف معه وقفة ناقشه فيها عن الزي والولاء للوطن.. تلك لعمري ميزة من مزايا خالد الفيصل والولاء في مقدمتها.

فتاة الطائف التي بهرت الجميع:

وموقف آخر يهز كيان الفيصل وكل من كان معه..

وكل الذين وفي سرعة البرق الخاطف كان حضورهم مكثفا.. يشهد معه تلك الفتاة الواثقة من نفسها التي أعطت لانطباعاتها الحرية التامة فقالت:

حين حاولت الكتابة عن رجال تعمل لأحلام تتحقق لمحافظة تنتظر.. سمعت في النص صوتك.. وكلما حاولت شكر شخص لما قدم ويقدم لعروسنا الطائف ابتسم وجهك بين الكلمات.. فرأيت لوحة تحكي قصة دعم وإصرار بأن نكون في مقدمة العالم عملا وفكرا ونهضة.. واليوم أعبر عن نفسي وعن أطفال جيلي بحماسة تندفع نحو الأمل.. وأفكار جديدة تحلم بالمستقبل.. وكلمات مدادها مشاريع صحية تتحقق لوطن ومواطن، لتخدم أبا وأما وابنا وبنتا.. لتخدم وطنا معطاء يحتاج منا للعمل والتضحية.

سيدى ووالدي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.. أعلم من تكون وتسألني لما أنت من بين البشر أذكرك.. ويجيبك أطفالك، أطفال الوطن، أطفال الطائف المأنوس بصمت لا نعلم معناه سوى أننا حين نراك نعلم السر في فرحتنا، وندرك ذات يوم أننا استفقنا من نومنا لنرى الفجر والنهضة بنور جديد.

فشكرا بحجم السماء.. تملأها ابتسامات طفلة تقف أمامكم ممثلة طفولة الطائف.. حاملة عطرا طائفيا تنثره عليكم ليفوح فرحا وسعادة بتشريفكم وحضوركم..

وكانت الدهشة والانطباعية هي التي سادت تلك اللحظات التي أرهف فيها الجميع لذلك الصوت الجميل النقي الرقراق شذا الطويرقي.. الحاصلة على المركز الرابع عربياً في تحدي القراءة العربي لعام ٢٠١٧م.. وكان انطباع الأمير أكبر من الكلمات..

أنا وسراج عمر في مرايا العربية:

كانت مرايا الاثنين الماضي قد أفردت لمقالي عن الفنان الكبير سراج عمر.. عكست فيه فقرات ترصد حياة الفنان الراحل.. وهنا أود أن أشكر الابن مشاري الذايدي صاحب المرايا.. البرنامج الناجح صدق حسه وأمانته الصحفية.. رحم الله الفنان الراحل، ووفق الابن مشاري الذايدي لمزيد من المرايا الناجحة.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

alialrabghi9@gmail.com