-A +A
مها الشهري
طرح «قياس» اختباراً للاستعداد الأسري يهدف إلى تهيئة المقبلين للزواج، وقياس استعدادهم النفسي والاجتماعي؛ سعياً في تحسين جودة الحياة الأسرية، وذلك إزاء ارتفاع معدلات الطلاق والشكاية والخصومة بواقع تسجله محاكم الأحوال الشخصية، حيث تشكل القضايا الأسرية والطلاق أكثر من 50% من إجمالي القضايا التي تتلقاها.

هذه القضية أكبر من أن يكون حلها في اختبار ذاتي وغير إلزامي يقدم من خلال «قياس» مع التقدير لجهود القائمين عليه، فهي تدل على أن أبعاد القضية أعمق من ذلك، نتيجة لعدد من العوامل من أهمها الانقسام والتراتبية في أسس العلاقات الشخصية، إضافة إلى قلة المسؤولية، ودليلاً على سوء المفاهيم تجاه الزواج والقيام على المؤسسة الأسرية، فكان من المفترض النظر إلى هذا الأمر من خلال قائمة عريضة من المعوقات والمشكلات والتعقيدات الثقافية التي تجعل نجاح المؤسسة الزوجية في العصر الحديث أمراً صعباً.


كان من المفترض أن تقوم المؤسسات المعنية كالتنمية الاجتماعية ومجلس شؤون الأسرة على أيجاد حل إلزامي لإقرار نظام التأهيل للزواج الذي يفترض أن يخضع له المقدمون عليه كما يطبق إلزامياً في الجانب الصحي، وهو لا يقل عنه أهمية.

ما ينقص الكثير من المقدمين على الزواج هو خضوع النظام الزواجي وآلياته لنمط اجتماعي تقليدي ما عاد يتناسب مع تطلعات الشباب والفتيات نحو فكرة الأسرة وأساليب إنجاحها، ولكن إذا تم التعامل مع الأمر بطريقة أكثر جدية، وتم تطبيق برنامج التأهيل للزواج مجاناً بمعايير تساعد الفرد في اكتشاف الجوانب التي يفترض أن يكون فيها مسؤولاً تجاه الآخر دون التمييز بين الحقوق والواجبات، فسيتمكن المجتمع من إيجاد طريق مناسب يحد من هذه المشكلة، ويفرض فيه التعاون وتبادل المسؤوليات كحل أضمن لبقاء المجتمع وسلامة بنائه.

ALshehri_maha@