-A +A
حمود أبو طالب
عندما تفوهت قطر للمرة الأولى بدعوتها السمجة لتدويل الحرمين الشريفين كتبت هنا مستغربا - مثل الكثيرين غيري - كيف أن دويلة تحت الوصاية الفعلية لأكثر من دولة وأكثر من تنظيم وأكثر من جهة تتحدث عن شأن أكبر من حجمها ومكانتها، وكان التفسير الممكن لما حدث أن قطر أدمنت الوصاية عليها حتى اعتبرتها أمراً طبيعياً يمكن أن تتقبله وتتعايش معه أي دولة أخرى، وللتذكير فقد ألمحنا آنذاك أن قطر الدولة العربية الوحيدة التي طالبت بهذا الأمر بعد معمر القذافي، لكن على الأقل كانت مطالبة القذافي من بنات أفكاره المجنونة وليس خضوعاً لأوامر دولة أخرى مثلما هو حال قطر مع إيران التي أجبرتها على التمرغ في فضيحة كهذه.

الآن تعاود قطر مطالبتها ولكن بشكل آخر، فقد دخلت تركيا على الخط كعنصر جديد بالإضافة إلى إيران، وبالتأكيد لن تجرؤ قطر على ذلك ما لم تكن أوهامها قد تضخمت نتيجة ما توحي لها به دولة الملالي ودولة الخليفة المنتظر، وبهذا تتضح أكثر ملامح المشروع لا سيما عند ربط كثير من الأحداث الأخيرة مع بعضها في سياق واحد وتجميع التفاصيل في إطار عام، كما أن إيران وتركيا لن تتماديا إلى هذا الحد لو لم تكونا تنفذان بالوكالة جزءاً من المشروع الشرق الأوسطي الجديد الذي يرعاه اللاعبون الكبار.


إن قطر أهون من أن تتصدى للخوض في أمر كبير كهذا، وبالتالي فمواجهتنا الحقيقية تكون مع الوكيلين الإيراني والتركي، بل مع من يدفعهما للقيام بهذا الدور القذر، ولكن مع كل ذلك نقول لهذه العصابة مهما كانت قوتها ومهما كان إصرارها: بعيد عليكم، فدون ذلك خرط القتاد.