-A +A
حسين الشريف
• دائما التميز يصنعه الخيال الواسع، والفكر المتفجر بالإبداع، والإرادة القوية التي يمتلكها صناع النجاح من أجل تحقيق ما يعجز عنه الآخرون.. حتى وإن حاول بعض المحبطين وضع العراقيل بأفكارهم ورؤيتهم الضيقة... ولكن بمجرد تحول حلمك إلى حقيقة تجد سيلا من التصفيق والإعجاب والثناء لما تم تحقيقه من إنجاز كان بالأمس في نظرهم إعجازا.

• لذا لا نستغرب عندما نقول بأن أكبر المتفائلين من محبي رياضة كرة القدم وبمستقبلها لم يدر في مخيلتهم أن يأتي يوم يشاهدون فيه أرقام حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية تقفز على أكتاف الزمان، وتصل إلى أرقام فلكية قد لا يزال البعض منا لم يستوعبها بعد.


• لولا أنه عاش تفاصيلها على أرض الواقع كما حدث مساء الإثنين الماضي عندما تابعنا جميعا توقيع اتحاد الكرة وبدعم هيئة الرياضة عقدا «إعجازيا» هو الأعلى من نوعه على مستوى الشرق الأوسط مع stc بعدما بلغت أرقامه 6 مليارات و600 مليون ريال لجميع مناشط كرة القدم السعودية.

• وعندما نصف ما تحقق بالإعجاز الرياضي قياساً بمراحل تجربتنا مع حقوق النقل والرعاية التلفزيونية التي لم تتجاوز عمرها 15 عاما، فنحن إلى وقت قريب نعتقد بأن ما تحقق «أمس» يعد ضربا من خيال، على اعتبار أن في 2003 كانت القيمة لنفس المنتج بـ 50 مليون ريال، وتطور بعدها بثلاث سنوات إلى 100 مليون ريال، ثم إلى 150 مليون ريال، حتى انتهى به المطاف إلى 300 مليون ريال لمدة عشر سنوات كأعلى عرض هللنا حينها واحتفلنا به ولم يكن يخطر ببال أحد منا أن يكسر هذا الرقم وبهذه القيمة وفي وقت قصير، لنجد أنفسنا أمام منجز تاريخي.

• لا شك أن هذا المنجز يمثل نقلة نوعية في مسيرة كرة القدم في المملكة تعكس حقيقة مكانة وقيمة وقوة الدوري المحلي وتحسب لرئيس هيئة الرياضة واتحاد القدم ونبارك لهم ولرؤيتهم الثاقبة ولكل من عمل ودعم هذا المشروع، مقدمين لهم الشكر والعرفان لحرصهم على مستقبل الرياضة السعودية وتطورها، وهو أمر غير مستغرب على رجل مثل تركي آل الشيخ الذي أسهم في تحريك المياه الراكدة في رياضتنا خلال مدة قصيرة ونقلها إلى أفق أوسع، ونتطلع منه المزيد..

• ولكن.. الذي قد يغيب عن أذهان المتابعين وربما أيضا المسؤولين أن هذا العمل الجبار والمتعوب عليه لم يحقق أهدافه المرجوة بالشكل المخطط له طيلة 15 سنة الماضية.

• فالملاحظ أن هناك علاقة عكسية بين ارتفاع عقود الرعايات والاستفادة المرجوة منها، بمعنى أن كلما ارتفعت قيمة عقود الراعيات غرقت الأندية بالديون، وتراكمت في أروقتها القرارات الخاطئة، وازداد الهدر المالي بين الإدارات.

• لذا آمل من هيئة الرياضة أن لا يتوقف دورها بتوقيع مثل هذه العقود الكبيرة وإنما المطالبة بالاستمرارية على متابعة منافذ صرفها سواء داخل الجهات التشريعية من اتحادات رياضية التي لابد أن من تطور أنظمتها وسلامة برامجها وتنفيذها وحفظ «حيادها» أو من خلال الجهات التنفيذية كالأندية ومتابعة ما يحدث في كواليسها حتى تعود تلك الراعيات بالنفع على مستقبل رياضتنا..عدا ذلك فإن العمل لن يخرج عن سياسة الكيس مثقوب.. فاحذروا الكيس المثقوب.

al_sharef4@