-A +A
سعيد السريحي
أزمة سكان حي طيبة في جدة مع المياه الجوفية أزمة مضاعفة، وإذا كانت «عكاظ» قد كشفت في تقريرها الذي نشرته يوم أمس حجم المأساة التي تنخر أساسات بيوت الحي ومعاناة أهاليه من التلوث الناتج عن تحول شوارع الحي وساحاته والأراضي البيضاء فيه إلى مستنقعات للماء الآسن والحشرات فإن حدود المأساة لا تتوقف عند هذه المعاناة، إذ تبلغ ذروتها في ما شعر به أهالي الحي من إحباط وما بلغوه من يأس حين قامت الجهات المسؤولة بدفن حفر التصريف الضخمة التي كان من المفترض فيها أن تمتص المياه الجوفية في الحي تمهيدا لتصريفها وأن تكون جزءا من مشروع متكامل حين يتم ربطها بشبكة الصرف الصحي التي تتخلل الحي وتشكل حلا جذريا لمشكلته.

كان أهالي الحي قد استبشروا خيرا حين بدأ مشروع الصرف الصحي بحفر تلك الآبار العميقة في الشارع الرئيسي للحي غير أنهم فوجئوا بتوقف المشروع، وبقيت تلك الحفر أو الآبار العميقة تتهدد حياة المارين بذلك الشارع الرئيسي، وحين راح ضحيتها أحد شباب الحي حين هوت سيارته في واحدة من تلك الحفر تم الإعلان عن أن المشروع سوف يكتمل فور إرسائه على مقاول جديد، وطوى أهالي الحي حزنهم على الفقيد الشاب منتظرين استكمال ذلك المشروع.


مرت سنوات بعد ذلك ليستيقظ أهالي الحي على آليات تدفن تلك الحفر العميقة وتعيد سفلتة الشارع، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، وكأن الحي خارج مسؤولية الجهات المسؤولة عن سلامة المباني وصحة المواطنين.

ولا يعرف أهالي الحي موعدا أو خطة لإنقاذ حيهم، كما لا يعرفون سببا لإلغاء أو تعطيل المشروع الذي استبشروا به ثم خاب أملهم فيه، ولم يعد بإمكانهم غير التضرع لله أن يضع حدا لمعاناتهم التي لا تشبهها معاناة أي حي آخر.