-A +A
عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان
أشارت مؤشرات العمليات الأمنية والإرهابية في المملكة التي تم رصدها من حساب وزارة الداخلية للنصف الثاني من عام 2017 استمرار المملكة بالتميز والريادة الأمنية للقضاء على الإرهاب وتأكيد استحقاق المملكة المطلق لقيادة التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً في زمن يضرب الإرهاب جميع دول العالم. واستطاعت بفضل الله وتوفيقه ثم بالقيادة الحكيمة وتعاون المواطنين والمقيمين المخلصين مع السلطات الأمنية المتميزة إلى الاستمرار بارتفاع مؤشرات العمليات الأمنية الاستباقية من 50% في النصف الأول من عام 2017 إلى 53% في النصف الثاني من عام 2017، وهو الأعلى منذ النصف الأول من عام 2016. ومن أهم الإنجازات الكبيرة للنصف الثاني لعام 2017 هي:

1- انخفاض إجمالي العمليات الأمنية والإرهابية من 22 عملية في النصف الأول من عام 2017 إلى 15 عملية في النصف الثاني من 2017.


• سجل مؤشر العمليات الأمنية الاستباقية 8 عمليات، أي ما يعادل 53% من إجمالي العمليات للنصف الثاني من 2017.

• سجل مؤشر العمليات الإرهابية الفاشلة عملية واحدة، أي ما يعادل 6.6% من إجمالي العمليات للنصف الثاني من 2017.

• سجل مؤشر العمليات الإرهابية المنفذة 6 عمليات، أي ما يعادل 40% من إجمالي العمليات للنصف الثاني من 2017.

2- تعزيز الثقة بين المواطنين في محافظة القطيف ووزارة الداخلية. ولعبت وزارة الداخلية بصفة عامة وإمارة المنطقة الشرقية بصفة خاصة دوراً محورياً في تعزيز هذه الثقة. وترتب على ذلك قيام 3 مطلوبين أمنيين من خلية القطيف بتسليم أنفسهم إلى إمارة المنطقة الشرقية عن طريق ذويهم وتمرير معلومات عن المطلوبين الأمنيين. واستطاعت إمارة المنطقة الشرقية تعزيز الثقة بوزارة الداخلية بعد أن تعرضت هذه الوزارة لحرب ناعمة شرسة من المنظمات الدولية المشبوهة كحقوق الإنسان وبعض الدول المعادية وقنواتها الفضائية للتشكيك بالوزارة ومحاولة خلق فتنة بين أبناء القطيف ووزارة الداخلية باللعب على وتر الطائفية والمظلومية. وحاولت الحسابات الوهمية والمستأجرة زعزعة الثقة بين بعض المواطنين ووزارة الداخلية بشكل ملفت للانتباه بصناعة مئات الهشتاقات والأخبار الكاذبة وصناعة التقارير المزيفة ونشر الرسائل الكاذبة في الواتساب بين المجموعات.

3- تطهير محافظة القطيف من أخطر المجموعات الإرهابية (خلية العوامية/‏‏القطيف) في تاريخ المملكة لارتكابها أنواعا متعددة من الجرائم الإرهابية، من أهمها:

• الاستيلاء بالسطو المسلح على 9 ملايين ريال.

• قتل 13 في عام 2017 وهم 11 شهيدا من رجال الأمن وطفل عمره سنتان ومقيم باكستاني.

• استخدام أسلحة نوعية وخطرة على المجتمعات مثل: (آر بي جي) في حي المسورة، ما ساهم في زعزعة أمن المملكة والخليج.

• اختطاف المدنيين وقتلهم كما حصل للشهيد الشيخ محمد الجيراني.

• وجود رابط بين خلية التجسس والاستخبارات الإيرانية.

• استخدامهم التقنية بشكل احترافي لتحديد نقاط التفتيش عن طريق البرامج واستخدام الطائرة دون طيار.

• التواصل والتنسيق مع جمعيات حقوق الإنسان المشبوهة المتواجدة في أمريكا وأوروبا لصناعة الأخبار الكاذبة والتقارير المضللة التي تستخدم محتوى في الحرب الناعمة.

4- استمرار إحباط جميع عمليات داعش ولم تسجل أي عملية ناجحة أو فاشلة في المملكة، باستثناء عملية واحدة وهي قتل رجلي أمن بالحراسة الخارجية التابعة لقصر السلام بجدة، ولكن لم تحدد الجهات الرسمية إن كان «داعش» نفذ هذه العملية أم لا.

مؤشرات العمليات الأمنية الاستباقية

حققت السلطات الأمنية إنجازاً كبيراً خلال النصف الثاني من عام 2017، حيث ارتفع مؤشر العمليات المحبطة إلى 53% بعد تسجيل عمليات أمنية استباقية وصلت إلى 8 عمليات من إجمالي 15 عملية للنصف الثاني من 2017، كانت العمليات الاستباقية ضد داعش وصلت إلى 5 عمليات، فيما المتبقي كانت ضد خلية العوامية/‏‏القطيف، فيما سجلت عدد العمليات الاستباقية لذات الفترة من عام 2016 سبع عمليات من إجمالي 20 عملية ووصلت النسبة إلى 35%.

وعند مقارنة العمليات الاستباقية للنصف الأول من عام 2016 نجد أنها كانت الأقل، حيث لم تسجل إلا عملية واحدة من إجمالي 14 عملية أي 7%. فيما سجلت ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً في الفترة ذاتها لعام 2017، حيث وصلت عدد العمليات الاستباقية إلى 11 عملية من 22 عملية، ووصلت النسبة إلى 50% من إجمالي العمليات.

ونجد أن المملكة قد قفزت بمؤشر العمليات الإرهابية بشكل كبير جداً من 7% في النصف الأول من عام 2016 إلى 53% في النصف الثاني من 2017، ومن أهم هذه العمليات القبض على أحد مختطفي وقاتلي الشهيد الشيخ محمد الجيراني قاضي المواريث وهو الإرهابي زكي محمد سلمان الفرج.

مؤشرات العمليات الفاشلة

أشارت المؤشرات إلى تسجيل عملية واحدة للنصف الثاني من 2017 وهو أقل مستوى منذ عامين، حيث سجلت 5 عمليات فاشلة للفترة ذاتها لعام 2016، والعملية الوحيدة التي سجلت للنصف الثاني من 2017 لخلية القطيف/‏‏العوامية.

وفي النصف الأول من 2017 سجلت 5 عمليات فاشلة مقارنة بـ 7 عمليات للفترة ذاتها من عام 2016.

مؤشرات العمليات الإرهابية الناجحة

استمرت السلطات الأمنية بتفوقها بمنع داعش من تنفيذ أي عملية ناجحة خلال النصف الثاني من 2017، فيما نجحت خلية القطيف/‏‏العوامية من تنفيذ 5 عمليات إرهابية من إجمالي 6 عمليات ناجحة، فيما لم تعلن السلطات الأمنية من يقف خلف العملية الإرهابية التي ارتكبت في جدة للحراسات الأمنية لقصر السلام، وسجل مؤشر العمليات الإرهابية الناجحة لفترة النصف الثاني من 2017 40% من إجمالي العمليات، فيما سجلت عدد العمليات الإرهابية الناجحة لعام 2016 للفترة ذاتها 8 عمليات من 20 عملية، وسجلت ذات النسبة 40% من إجمالي العمليات، وكان نصيب خلية العوامية/‏‏القطيف 6 عمليات ناجحة.

وسجلت العمليات الإرهابية الناجحة للنصف الأول من عام 2016 ست عمليات من 14 عملية بنسبة 43%، فيما سجلت للفترة ذاتها من عام 2017 ست عمليات من 22 عملية بما يعادل 27% وجميعها نفذتها خلية العوامية/‏‏القطيف.

وأسفرت نتائج العمليات الإرهابية عن استشهاد 7 من رجال الأمن خلال النصف الثاني من عام 2017. وتوضح نتائج العمليات الإرهابية خطورة خلية العوامية/‏‏القطيف، حيث استشهد من هذه العمليات 5 من رجال الأمن خلال النصف الثاني من 2017، إضافة إلى 8 شهداء للنصف الأول من 2017، من ضمنهم 6 من رجال الأمن ومقيم باكستاني وطفل عمره عامان.

أما رجلا الأمن اللذان استشهدا وهما يؤديان مهماتهما في نقطة حراسة خارجية تابعة لقصر السلام بجدة في النصف الثاني من عام 2017 فلم يعلن من يقف خلف قتلهما هل هي داعش أم لا؟

الحقائق والمؤشرات تشير إلى أن الجانب الأمني والميداني قد أنهى العمليات الإرهابية على الأرض، ونحن الآن في معركة أخرى وهي مكافحة التطرف (الفكرية والإلكترونية)، فهل نحن مستعدون لهذه المعركة؟ أما سنقف متفرجين حتى يعود الإرهاب على الأرض مجدداً؟

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي- استشاري الأدلة الرقمية