-A +A
عابد هاشم
• لا يمكن أن يغيب عن القائمين على إعلامنا الرياضي، بمختلف وسائله بشكل عام، والبرامج الرياضية على وجه الخصوص، بأن الزمان لم يعد ذاك الزمان، ففي هذا العصر، عصر الإعلام الجديد بتحدياته وتعدد وتنوع وسائله وأدواته، وأهمية وحجم المكاسب التي يواصل حصدها على حساب الإعلام التقليدي بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص، لم يعد أمام القائمين على إعلامنا الرياضي، سوى الانتفاضة العاجلة والجادة، لتدارك ما يمكن تداركه، قبل أن يتسبب هذا الإعلام، من خلال «كساد» مخرجاته الراهنة في فقد البقية القليلة المتبقية من المتلقين و«المعلنين» وهم قاب قوسين أو أدنى، من استكمال توجيه بوصلتهم صوب من سبقوهم إلى عالم الإعلام الجديد والمتجدد.

•• ولن يستعصي على الإعلام الجديد، فرض المزيد من التحديات، ومضاعفة تبعاتها الباهظة أمام الإعلام التقليدي، وإعلامنا الرياضي تحديداً الذي يهمنا في هذا التناول، خصوصاً إذا ما ظل القائمون على إعلامنا الرياضي بين:


• من هو غافل أو متغافل، عن حسابات وتبعات هذه المرحلة الهامة والحرجة، ومدى خطورتها على مستقبل إعلامنا الرياضي، إن هو لم يسارع باتخاذ أسرع التدابير وأنجعها في سبيل ما يكفل له أولاً التشبث بما تبقى، من «البساط» المسحوب من تحته من قبل منافس شرس ومتمكن.

• ومن هو مكابر وواهم، بأنه ومن خلال نفس المخرجات «المتكلسة» التي أدمن على تقديمها، يستطيع البقاء والصمود أمام تحديات الإعلام الجديد الكاسحة، علماً بأن هذه المخرجات «المزجاة»، أصبحت اليوم بالنسبة للمتلقي، مجرد تحصيل حاصل!!.

•• إلى جانب النموذجين السابقين، من القائمين على إعلامنا الرياضي، هناك نموذج ثالث، يمتاز عنهما بما توفر لديه من استشعار جاد بواقع المنافسة التي يواجهها، وحجم وخطورة التحديات التي يفرضها عليه هذا المنافس «التقني» بكل صرامة وتميز، ومن خلال هذا الاستشعار الهام، لدى هذا النموج المميز والمهني في إعلامنا الرياضي، وصل إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن مواجهة هذه المتغيرات «الإجبارية» بمحاولة القفز عليها، أو تصنع الغفلة أو التغافل عن «طوفانها» الجارف وعواقبه الجسيمة، ولا بالمكابرة والوهم بأن هذا «الاستنساخ» الذي يطغى على مخرجات إعلامنا الرياضي، و«وجباتها» اليومية المتشابهة والمتوفرة في الإعلام الجديد بكثير من التفصيل والتميز، سيتخطى بأدنى جدوى للحيلولة دون المزيد من ضمور إعلامنا الرياضي..! كل هذه الممارسات الانهزامية هي أبعد ما يكون عن السبل المثلى التي يفترض على إعلامنا الرياضي العمل بها ومن خلالها لمواجهة هذا المتغيرات وإنقاذ ما يمكن لهذا الإعلام إنقاذه، ومن بين هذه السبل ما يحاول هذا النموذج الثالث والمميز القيام به بين الحين والآخر، وللحديث بقية، والله من وراء القصد.

تأمل:

«كلام البارح أتغير، وصار اليوم شيء تاني»

فاكس: 6923348