-A +A
عيسى الحليان
تجاوزت العلاقة بين المملكة والإمارات مفهوم العلاقة بين دول الجوار إلى علاقات إستراتيجية، إذ يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية تعززها روابط الدم والقربى والمصير المشترك، وتزايد حرص البلدين في الآونة الأخيرة على توثيق هذه العلاقات المبنية على التشاور ومبادئ التعاون المشترك حول جملة من القضايا المصيرية بعد أن أثبتت التحديات والتجارب السياسية اصطفاف البلدين في خندق واحد في مواجهة أعداء العرب والمتربصين بمصائر الشعوب، والجميل هنا أن العلاقة لا تقف عند حدود الحكومتين فقط، إنما تجاوز ذلك إلى الشعبين الشقيقين، فالإمارات أكثر دولة في الخليج يزورها السعوديون، وهي الأكثر مسارات جوية ورحلات طيران بين المملكة وأي دولة أخرى في العالم، خلاف أنها الأكبر من حيث الشراكة التجارية، إذ تبلغ الاستثمارات السعودية 10 مليارات دولار، بينما تصل صادرات الإمارات إلى المملكة إلى 33 مليار دولار فيما يصل عدد الشركات السعودية العاملة هناك إلى 2360 شركة.

ويجمع المراقبون على أن العلاقة بين البلدين لم تكن أقوى مما هي عليه اليوم وفي أي وقت مضى، بدءاً من التحالف الإستراتيجي، وليس انتهاء بدماء الشهداء التي اختلطت في اليمن دفاعاً عن شرعية حكومته ونصرة أهله.


لقد ظل الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله- يوصي أبناءه بالمملكة باعتبارها «العمق الإستراتيجي لدولة الإمارات وسط محيط إقليمي متقلب يسوده الاضطراب»، ولم يبتعد الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي عن وصية والده وهو يقول قبل يومين إن «دولة الإمارات العربية آمنت دائماً بأن السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون والعالم العربي».

وفي اعتقادي أنه لا يزال في العزم بقية!!