-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
يحكى ويقال عن أشياء قد يكون فيها بعض الحقيقة وفي الغالب نسج من الخيال، مع ما يخالطها أحيانا من مبالغات أو تحفظات يتحدث الناس في المجالس بل وفي وسائل التواصل الاجتماعي عن بعض الاختلاف بين فئات المجتمع، خصوصا إذا تضاربت الميول، أقولها وبكل مرارة إن من يغذي هذا الشك ويرفع سقف نتائجه السيئة، هم ليسوا فئات الشعب البسطاء أو شبابهم، فهؤلاء قد يندفعون بخاصية التوجيه غير المباشر للقيام ببعض التجاوزات التي قد ترقى إلى شيء من الخصومة، ولا يخلو الأمر من التوجيه المباشر عندما يرفع بعض المؤدلجين والمتشددين من هنا وهناك مستوى تلك الاختلافات وإذكاء أوارها.

نحن في بلد واحد لا يمكن أن يزيح أحدنا الآخر، ولا يمكن أن تتوقع أن يكون كل الناس على فكر واحد، ولو أراد الله لجعلهم كذلك، لا يوجد بلد في العالم كل مواطنيه لديهم رؤية متطابقة، لكن الجميع يتحدون على الأرض التي يعيشون عليها والسماء التي يستظلونها، وعلى الوجوه التي لا يعرفونها ولكن يقابلونها كل يوم في الشارع، المكتب أو الملعب.


هم مختلفون في الأشكال والمشارب والرؤى ولكن نألفهم دون أن نعرفهم اعتدنا عليها أصبحوا جزءا من حياتنا لم نعد ندقق في التفاصيل هذا طويل والآخر قصير وذاك حسن المظهر وتلك جميلة الشكل ومن تليها لا تمت للحسن بصلة ولا بجزء منه، وربما هذا ميوله لا يطابق ميولنا، هكذا تعيش الأمم وتتعايش تبدأ بالسلام أو تصبح بالخير على شخصيات لم تقابلها إلا هذه اللحظة، ولكن عندك شعور أنك تعرف هذه الشخصية منذ خرجت للأرض، انه النسيج الوطني التلقائي الذي نتعايش معه فعليا، ونرفضه عندما تبدأ التحليلات والغوص في أمور عندما تبدو لنا تسؤنا، يلعب منتخبنا وعندما نفوز فضلا سجل تلك اللحظة هل ترى من أحد اللاعبين أو الجماهير علامات الحزن تكسو محياهم، واذا لم نفز هل ترى بشائر الفرح تملأ وجوههم إن الإجابة بالتأكيد لا. كذلك هذا الأمر ينطبق على الأندية أيضا بين مشجعيها، إن المنتخب وتلك الأندية يلعب لها لاعبون من كل أجزاء الوطن، وكل ناد له أيضا مؤيدوه وداعموه في كل مدينة، أؤكد أن كل منهم يحمل أحلامه وآماله وآلامه وأفكاره، ولكن ولاءه لوطنه يفوق كل شيء، تحس بقيمة وعظمة تلك الفرحة وتعايشها ولا تحللها لأنها هي الطبيعة هي الأصل، عندما يتحرر الإنسان من الفكر المؤدلج في تلك اللحظة التي لا تعبر عن الحقيقة الكامنة في الذات دون مكياج أو رتوش، تبدو لنا كيف أن هذه هي الصورة التي نحملها حقا في قلوبنا، ولكن نخشى أن نبديها حتى لا يغضب بعض الأوصياء على الفكر، عاش وطننا بأهله الأخيار المتسامحين في كل أجزائه ورحابه ولنجعله ملعبا كبيرا للعطاء والحب.