-A +A
محمد أحمد الحساني
خلال العقود القليلة الماضية عانى نادي الوحدة المكي تذبذباً في مستواه لاسيما بالنسبة لفريق كرة القدم، فهو بين صعود إلى الدوري الممتاز ونزول إلى الدرجة الأولى، فإذا صاحب الصعودَ أحدُ مجالس إدارة النادي نُسب إليه الفضل وإن حصل العكس وكان الهبوط في عهد مجلس إدارة آخر نُسب إليه الفشل مع أن المشكلة مزمنة يزيد عمرها على أربعين عاما بل إن آخر البطولات التي حازها فريق كرة القدم تعدَّى عمرها نصف قرن من الزمان !

وفي الآونة الأخيرة كُلِّفَ لنهاية الموسم برئاسة مجلس الإدارة الأستاذ محمد الطيب، مُرَشَحاً لهذه المهمة مع الإعلان بانعقاد جمعية عمومية يتم من خلالها اختيار مجلس إدارة، فقبل التكليف الذي جاءه من هيئة الرياضة مشترطاً دعم الفريق من أبناء مكة المكرمة وفي مقدمتهم رجال الأعمال وعلى رأسهم من رشحه لهذه المهمة الصعبة حتى يتم تكوين مجلس إدارة مُنتَخَب عن طريق الجمعية العمومية.


والسفير الطيب بعد جولات وصولات في السلك الدبلوماسي، خلد إلى التقاعد ولكنه كان خلال مناصبه الرسمية مع الوحدة قلباً وقالباً حتى جاء تكليفه أخيراً بإدارة النادي الذي يعيش ظروفاً حالكة مادياً، فقَبِلَ التكليف لعدة شهور وهو يعلم أنه أمام مهمة صعبة ولعلّ دافعه لذلك حبه الكبير للنادي.

ولئن كان من رأي أهديه للسفير الطيب أن جميع الحلول الترقيعية لن تغير النادي ولن تُقيل عثراته الدائمة فهو لن يضعه ذات يوم في مسار البطولات بل سيظل نازلاً طالعاً كما حصل له منذ عدة عقود، ولذلك فإن الحل من وجهة نظري يتلخص في ما يلي:

أولاً: الدعوة فوراً لجمعية عمومية للنادي يتم من خلالها ترشيح وانتخاب مجلس إدارة النادي تمثل مجموعة متجانسة فكرياً قادرة مادياً واجتماعياً على تحمل الأعباء المادية للنادي والتخطيط للاستعداد للدوري الممتاز إذا صعد الفريق! فمن غير المعقول أن يترأس النادي شخص غير مقتدر مادياً، لأنه إذا كان مقتدراً ويستطيع دعم النادي مالياً فسوف يشجع ذلك محبي النادي على دعم ناديهم لأن يد الله مع الجماعة وهذا ينطبق حتى على أعضاء المجلس. أما أن يأتي شخص لا يملك المال ومعه أعضاء لا يملكون فإن من الصعب عليه أن يدعم أو أن يحقق للنادي التطلعات المرجوة لأن فاقد الشيء لا يعطيه!

ثانياً: تكوين مجلس شرف للنادي من عدد من كبار رجال الأعمال من أبناء أم القرى وهم إن لم يكونوا بالمئات فهم لا شك بالعشرات، كما هو الحال بالنسبة لأبناء المدن والمحافظات الأخرى الذين يدعمون نواديهم وكانوا وراء ما حققته من بطولات وإنجازات، ولا شك أن رجال الأعمال في مكة المكرمة ليسوا أقل شأناً أو حباً لمدينتهم المقدسة الذي يمثل نادي الوحدة وجهها الرياضي الذي يمكن بدعمهم أن يُشرق ذات عام بالإنجازات ثم بالبطولات ومن سار على الدرب وصل!

mohammed.ahmad568@gmail.com