-A +A
عبير الفوزان
كثيرون مثلي لم يكونوا في يوم ما صحويين، ربما لأنهم كانوا (صاحين) طوال الوقت، حتى وهم نائمون، فلم يحتاجوا إلى صحوات غير صحوتهم الخاصة، فهم ينيرون دروبهم بمصابيحهم دون الاستعانة بمصباح أحد..

وكثيرون أيضا احتاجوا إلى تلك الصحوة الدينية التي غيرت نمط حياتهم إلى الأفضل، لكن مع الأسف تغيرت مفاهيمهم إلى الأسوأ، فحياتهم مؤقتة لكن المفاهيم تتوارثها الأجيال، لذا كان من الرائع فصل أجهزة الإنعاش عن تلك المفاهيم التي يجب أن تصحح لتموت المسماة صحوة بهدوء، لنعيش نحن في رحابة إسلام معتدل.


أعترف أني كتبت في ما مضى، كما كتب كثيرون غيري في لوم الصحوة، ولكني توقفت الآن، لأني لا أحب الضرب في ذلك الذي ينتزع روحه انتزاعا، فالضرب في الميت حرام.. دعه يمت وهو يغفو، لا تفزعه من رقدته التي نتمنى أن تكون أبدية..

قصص اللوم التي يتداولها بعض الكتاب والمغردين في تويتر كثيرة ومضحكة وتافهة أحيانا، ويدلك أن اللائمين كانوا أشبه بالزومبي الذي يمشي مدمرا على غير هدى لتصبح - مثلا - قصص الذين مزقوا صورهم وهم أطفال قضية الموسم، وعلينا أن نتعاطف معهم، ونكره الصحوة أكثر!

الإنسان لو دخل دائرة اللوم لن يتوقف.. فلماذا لا تلم أجيالاً كاملة لم تحصل على الابتعاث إلى الخارج (ذكورا كانوا أو إناثا)؟! لماذا لا تلم أجيالاً سابقة لم تحظ بتعلم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية، كما ينبغي؟! هنا يجب أن يكون اللوم.. وليس اللوم للتنفيس الأخرق، بل اللوم لتكون رؤى المسؤول سابقة عن الحاضر بعقود.

الصحوة لم تكن السبب في ما حل بكل الناس، بل يداك أوكتا وفوك نفخ يا صاحب الصور التي مزقتها، ربما تكون درسا للأجيال القادمة بأن الشعبوية - أيا كانت - داء يحل بالإنسان ويتحول معه إلى زومبي!

abeeralfowzan@hotmail.com