-A +A
عيسى الحليان
يرجع الباحثون في دراسات علم النفس الاجتماعي اليوم حجم التأثير لشبكات التواصل الاجتماعي إلى جملة من النظريات الجديدة في علم التسويق والاتصال الجماهيري، فهناك من يطرح نظرية الطلقة السحرية bullet theory magic، وهي النظرية التي تشبّه هذه الشبكات بالطلقة النارية التي لا يمكن أن تخطئ الهدف مهما كانت دفاعات المشهد الاجتماعي، وهناك من يطرح نظرية «الإبرة»، التي تشبّه مثل هذا التأثير بالمحلول الكيميائي الذي يحقن بالوريد لينتشر في ظرف لحظات في كل أنحاء الجسم، وغير ذلك من النظريات الغربية التي يجمع أصحابها على تأثير هذا الإعلام الجديد، والذي تكمن خطورته بأن تأثيره لا يكون بالضرورة مباشراً أو ظاهراً، وإنما تتشكل أبعاده وملامحه من خلال دوران مثل هذا العرض المتوالي للأفكار والمعلومات حتى الوصول إلى مرحلة الاقتناع.

ولا تكمن خطورة ما يطرح، وما يتم تداوله اليوم في مجتمعنا السعودي من معلومات وأفكار عامة تدور حول جملة من القضايا الحساسة، أكانت سياسية أم فكرية أم اقتصادية أم اجتماعية بما يرد من خلالها من معلومات وأرقام غير صحيحة فحسب، وإنما ما تمر به هذه المعلومات المنظمة والمتدفقة من محطات فلترة مسبقة التصنيع، تهدف لزعزعة ثقة المتلقي في الأسس وليس في التفاصيل، إذا ما علمنا أن نظرية «حارس البوابة» تشير إلى أن القيمين على هذه الشبكات هم من يتحكم في مفاصلها الأساسية من خلف الكواليس، فهم من يدير قواعد اللعبة بالكامل، من خلال معرفات تنتحل أسماء وطنية واستثمار الطروحات الجدلية والتحولات الاجتماعية التي تجري حاليا في المجتمع السعودي إزاء جملة من القصايا الجماهيرية لزيادة حصتها في تشكيل وعي الأفراد والجماعات حول ما يهمها من قضايا وملفات خطيرة وحساسة.