-A +A
هاني الظاهري
يبدو أن بعض الأشقاء في الكويت لم يستوعبوا حتى الآن مدى خطورة التحركات القطرية التي تستهدف أمنهم وتعمل منذ عام 2011 على إسقاط دولتهم في الفوضى والدمار، ومن ثم تسليمها على طبق من ذهب لأذناب المشروع الإخواني الظلامي التابع سياسيا لنظام الدوحة.

أقول ذلك بعد تصاعد هجوم الأصوات الكويتية الموالية لتنظيم الحمدين، والتي تقبض أجرتها بالريال القطري على دول الخليج المقاطعة لقطر، بهدف عزل الكويت عن محيطها وعمقها الإستراتيجي تمهيدا لاستكمال ما فشلت فيه تلك الأصوات أيام ما سمي بالربيع العربي، وهو أمر في غاية الخطورة، وتدركه الحكومة الكويتية جيدا.


توظف الدوحة حاليا عدداً كبيراً من المحامين في الكويت، وتصرف الملايين عليهم لتنفيذ مهمة أساسية، تتمثل في رفع القضايا المتتالية على كل كويتي شريف متنبه لما يراد لبلاده إذا لمح مجرد تلميح إلى أصابع قطر فيها، والحقيقة أن الهدف الأكبر من ذلك ليس المقاضاة بحد ذاتها وإنما إرهاب بقية الأصوات التي تفكر في فضح المشروع القطري وتعيق تقدمه في الداخل الكويتي، فكل ما يريده نظام الدوحة اليوم هو إخراس خصومه الكويتيين مرحليا حتى تتحقق أهداف مشروعه الأسود في بلادهم بصمت وهدوء.

إلى جانب بعض المحامين الذين يتعاطون المال القطري القذر بنهم شديد، وهناك شكوك حول انزلاق شخصيات معينة نحو الارتزاق من النظام القطري بشكل فاضح، منذ إعلان الدول المحاربة للإرهاب مقاطعتها للدوحة، حتى أن مجالس وديوانيات أهل الكويت الطيبين تتداول يوميا أحاديث وقصصا عن ضخامة الهدايا والأموال القطرية التي تدخل جيوب وحسابات هؤلاء، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى حد الكوميديا السوداء المتمثلة في خروج حسابات كويتية عديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي طالبة الدعم بشكل علني وصريح من الدوحة لمهاجمة السعودية والإمارات.

في أي مكان على سطح هذا الكوكب إذا أردت صناعة قطعان من البشر موالية لمشروعك مهما كان نوعه، ومعادية لوطنها بغباء وسذاجة في الوقت ذاته، عليك أن تشتري شخصيات شهيرة من ذات البيئة وتعمل على تسويقها وتلميعها لتكون مغناطيسا لجذب وتكوين تلك القطعان، وهذا ما فعلته قطر في الداخل الكويتي منذ اندلاع حرائق الربيع العربي، وبالطبع ليس هناك من سبيل لإعادة هذه القطعان إلى رشدها وتوعيتها بالخطر المحيط بها إلا عبر فضح رموزها الارتزاقية بكل وضوح وكشف أوراقها للرأي العام بشجاعة، وهذا الدور يُفترض أن تقوم به السلطات الكويتية قبل المواطنين الشرفاء.

ختاما نقول: نحن نحبكم يا أهلنا في الكويت ومن واجبنا تجاهكم، ومن حقكم علينا أن نحذركم من أفاعي قطر التي تتربص بكم وبوطنكم قبل فوات الأوان.. حمى الله الكويت وأهلها من كل شر.

Hani_DH@

gm@mem-sa.com