-A +A
عيسى الحليان
تهتم دول العالم بالمطارات لأنها واجهة البلد وتعطي الانطباع الأول عند الزائر، إضافة لكونها مكان إقلاع وهبوط الطائرات، فقد تحولت لمدن اقتصادية تقدم خدمات الأسواق والمطاعم والمقاهي، خلاف كونها مفتاح السياحة والسفر في هذه البلدان وما يترتب عليها من مصادر دخل عظيمة لمختلف دول العالم، وبالتالي فقد عمدت الكثير من المنظمات الدولية لإصدار تصنيف سنوي عن مطارات العالم، فهناك التصنيف السنوي الذي تصدره جائزة «سكاي تراكس» عن أفضل المطارات في العالم، وهناك تصنيف لأكثر المطارات غرابة في العالم والذي فاز بطبعته الأخيرة مطار جوليانا الدولي، ومطار كورشفيبل ومطار بارور ومطار بار الدولي ومطار جوستاف الثالث، وثمة تصنيف ثالث لأكثر المطارات ازدحاماً، ورابع لأكبرها حجما وهكذا.

أعجبتني لفتة هيئة الطيران المدني عندما قامت بعمل استطلاع عن مطارات المملكة الرئيسية لقياس مدى رضا المسافرين وإعلان نتائج الاستطلاع، إذ عادة ما تتجنب مؤسساتنا العامة مثل هذه الاستطلاعات لأنها «تعرف البير وغطاه» وإذا ما قدر وقامت بها، فإنها قد لا تعلن النتائج، خصوصاً إذا كانت لا تخدم المؤسسة وإن كانت تخدم البلد أو القطاع.


لكن قيام الهيئة بإعلان النتائج على ما فيها من نسب رضا تدل على المهنية والمصداقية التي تنتهجها الهيئة في المرحلة الحالية، وإن كانت هذه النتائج ليست سيئة أصلا بل جيدة، وأفضل مما هو متوقع وإن كنت أعتقد أن مطار الملك عبدالعزيز قد حصل على نسبة رضا مرتفعة قياسا بالواقع الذي يعيشه (59%)، لكن الاستطلاع الذي شمل 450 ألف مسافر هو من يفصل في هذه النسبة، ولذلك فإننا نعلق آمالاً كبرى على رئيس الهيئة الجديد الكابتن عبدالحكيم البدر الذي جاء لأول مرة من دائرة هذه الصناعة (الطيران المدني)، بل ومن حلقتها الضيقة، خلافاً لغيره ممن تعاقبوا على هرم هذه الهيئة والذين جاؤوا من خارج أروقة هذه الصناعة.