-A +A
عيسى الحليان
لأننا رواد الطاقة التقليدية في العالم كان يفترض أن نكون رواد الطاقة المتجددة أيضاً وبنفس المقدار، لأكثر من سبب، أولها الإمكانيات الهائلة التي تكتنزها المملكة بوجود أكبر شركة منتجة للطاقة في العالم، والثاني أننا أكثر دول العالم استخداما للوقود الأحفوري في توليد الطاقة والكهرباء، والثالث أن معدل الإسقاط الشمسي المباشر خلال العام يبلغ 2200 وات/ متر مربع وهو ضعف ما هو موجود في دولة تعتبر رائدة الطاقة المتجددة في العالم مثل ألمانيا، ومعدل سرعة الرياح تزيد على المعدل المطلوب أيضا في حال استخدام التوربينات الهوائية لتوليد الطاقة، والرابع هو إقامة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة قبل عشر سنوات، والحقيقة أني أريد تناول السبب أو العامل الرابع تحديدا وهو هذه المدينة لأنها مفتاح بقية الأسباب المذكورة (أعلاه)، هذه المدينة التي يبلغ متوسط اعتماداتها السنوية نصف مليار ويصطف في مجلس إدارتها (الأعلى) 10 وزراء من ذوي الوزن الثقيل وتمنح مرتبات يقال إنها الأعلى في البلاد، إذ تتراوح بين 50-70 ألف ريال، ماذا حققت للبلاد من طاقة متجددة طوال هذه الفترة رغم كل الزيارات التي ظلت تقوم بها وفود المدينة إلى الدول المتقدمة للاطلاع على تجارب هذه الدول في مجال الطاقة المتجددة بما في ذلك المفاعلات النووية حول العالم ورغم كل الاتفاقيات التي وقعت مع بعض الدول لاستخدامات الطاقة الذرية في مجال الأغراض السلمية.

اليوم تعاني البلاد من استنزاف للموارد الهيدروكربونية الناضبة في إنتاج الكهرباء والماء وغيرها، مما يجعل من تكاليف إنتاج الماء والكهرباء من بين الأعلى في العالم أجمع في الوقت الذي تعتبر المملكة الأكثر قدرة على تنويع مصادر الطاقة والتي تعد ربما أكثر أهمية وأولوية من تنويع مصادر الدخل ذاته لأنها تشكل أكبر خطوة في هذا الاتجاه لتوفير هذا الوقود وباعتبارها أكثر مكوناته هدرا للموارد الهيدروكربونية في البلاد.