-A +A
حسين الشريف
• البرامج الرياضية عندما تسرق وقتك وتركيزك فعليك أن تدرك وقتها بأنها عالية الجودة، سواء تعلق ذلك بالفكرة الجيدة أو المضمون المميز.

• وهذا ما حدث معي مساء أمس الأول الإثنين عندما تابعت حلقة «استثنائية» لبرنامج كورة، فقد نجح العجمة ورفاقه ليلتها في حشد جموع من الإعلاميين والرياضيين ووضعهم في مواجهة «نارية» مع القيادة الرياضية بحثا عن نقطة التقاء، ما يدعونا لرفع القبعة للفكرة والتنفيذ والنجاح الذي صاده العجمة بحجر واحد.


• وهذا بالضرورة يجعلنا أكثر تفاؤلا بأعمال مماثلة في الطريق لعدد من القنوات الرياضية ووسائل الإعلام الأخرى لحقن مسيرة الرياضة في بلادنا الغالية لتجسيد مقولة إن الإعلام شريك في النجاح ليس قولا بل فعلا على أرض الواقع.

• وللأمانة المهنية، لابد أن يحسب للبرنامج والقائمين عليه وأيضا للهيئة العامة للرياضة مشاركتها في الفكرة والتنفيذ والرغبة في تقديم عمل إعلامي يسهم في إزالة بعض الضبابية التي ألقت بظلالها على الساحة الرياضية بشكل واضح، وقادت بتداعياتها لغياب النقد البناء لعمل الهيئة ورئيسها والاكتفاء بالثناء فقط على صحة القرارات والمبادرات التي قامت بها الهيئة أو اتحاد الكرة بدعم منها.

* وللأسف الشديد رسخت تلك الضبابية في أذهان الشارع الرياضي مفهومين لا ثالث لهما.. الأول تكميم الأفواه لدى الإعلاميين، والثاني هو وصول آل الشيخ للهرم الرياضي بهدف إبعاد بعض الرموز بالأندية الكبيرة.

* ولعل ما عزز ذلك الاعتقاد أو الانطباع ظهور بعض الحسابات المغرضة ذات الأهداف والأجندة السياسية وحتى التخريبية، إضافة إلى حسابات حقيقية ركبت الموجة، مما جعل جهود الهيئة في تطوير الرياضة ترتد بنتائج عكسية على المشهد الرياضي، وظهر ذلك جليا في العزوف الجماهيري الغريب والمفاجئ عن المدرجات وغياب الإثارة والتشويق في الوسط الرياضي، لنتابع على غير العادة منافسات باردة غابت عنها روح الإثارة المعتادة.

• لذا، بادر معالي رئيس الهيئة بفتح قنوات تواصل مع الجميع لإعادة إنتاج المشهد الرياضي من جديد، وحرص على الاقتراب من الإعلاميين أكثر كما حدث ليلة الإثنين الماضية عبر برنامج كورة، وقبل ذلك في قناة 24 الرياضية، لضمان إيصال الرسالة المرادة كما ينبغي، وهو بلا شك نهج يشكر عليه، وإن دل على شيء إنما يدل على حرص القيادة الرياضية على الشفافية التي بلغت ذروتها ذلك المساء.

• وهنا يجدر التذكير بأننا معشر الإعلاميين مطالبون أكثر من أي وقت مضى بدعم مثل هذه البرامج الحوارية التي تضع المسؤول أمام المهتمين بالرياضة وجها لوجه لشرح وتوضيح وفهم الأهداف المرجوة بشفافية عالية.. والدعم لا يعني الإشادة في كل الأحوال إنما النقد البناء الذي يتوجه للعمل نفسه دون شخصنة أو استقصاد.

al_sharef4@