-A +A
عبير الفوزان
لا أظن أن في الشرق الأوسط، شعبا أقدر من الشعب الإيراني على إدارة تنظيم المظاهرات والسير فيها، سواء كانت مظاهرة منظمة أوعنيفة حتى في سلميتها! لقد درج الإيرانيون إبان الثورة الخمينية على ذلك، في كل يوم جمعة بعد الصلاة.. يخرجون إلى الشوارع على شكل مسيرات مرددين الهتافات«الله أكبر.. خميني رهبر»،«مرك بر آمريكا».

مات الخميني ولم تمت أمريكا، وتعرضت إيران خلال حكم الثوريين الخمينيين إلى عقوبات شتى جعلتها تتأخر عقودا عن ما يجب أن تكونه بالنسبة لما تكتنفه من ثروات طبيعية وبشرية، لكنها حتى وأن المتظاهرين غيروا شعاراتهم وبدأوا بثورة مضادة تجاه ثورة منحها آباؤهم الكثير من الصراخ والضرب على الصدور وترديد الشعارات الجوفاء، والهجوم على السفارات وقتل دبلوماسيها برميهم من النوافذ... لقد كانت الفوضى المنظمة التي تدار من قبل الحرس الجمهوري هي المسيطرة على المشهد (المظاهراتي) في طهران، لكن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك مظاهرات مضادة، يتم وأدها من أول صرخة.


ما يحدث اليوم في شوارع طهران ومحافظات إيران وقراها الفقيرة ليس عجيبا ولا غريبا، وليس بتنظيم مدبر كما حدث في عواصم الربيع العربي عام 2011؛ إذ أصبحت مثل قطع الدومينو تسقط واحدة تلو الأخرى، بل هي مظاهرات حقيقية سبقتها مظاهرات احتجاجية في عام 2009 وسميت بالثورة الخضراء جراء تزييف الانتخابات.. المظاهرات في إيران تنبئ بثورة شباب ولدوا تحت حكم الثورة الخمينية ومع ذلك صرخوا بالموت لها، وهتفوا بالحياة.

abeeralfowzan@hotmail.com