-A +A
إدريس الدريس
الأمم الحية هي التي تتحرك وتتغير ولا تقف عند المنجز، ولا تدخل نفق الرتابة والتكرار، بل تتطور وتوالي إنجازاتها وتحرك جميع مقدراتها لتضع لها قدماً في مقدمة السباق البشري نحو الارتقاء والتقدم، ويمكن لأي مراقب، قريب أو بعيد وهو يقف على الحياد، أن يدرك أن المملكة العربية السعودية، خلال الـ3 السنوات التي مضت من عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوليه حكم البلاد، ماضية في حرق المراحل خلال سنوات مضت، حيث كانت القطاعات الحكومية والأجهزة التنفيذية تغرق في دوامة البيروقراطية والمحسوبية وشيء من استشراء الفساد، فيما كان المجتمع في حالة من الجمود يعيش متوجساً من التغيير، ويمارس حذراً وتحوطاً مبالغاً فيه في ما هو واقع تحت مطرقة «سد الذرائع»، وهي العصا التي كانت تختار الرفض غالباً كحل سهل لكل جديد، على أن هذا كله وأكثر منه قد تغير خلال السنوات الـ3 الماضية على النحو الذي تمت فيه كثير من الإصلاحات الحكومية، والتي أطلقت عقال التقييد وفق برامج مرسومة للتحول، ورؤية لها منهج زمني تتم متابعة تنفيذه ومراجعة خططه كل حين، كما تمت محاصرة الفساد ومحاكمة أبطاله، إلى جانب طرح الخطط الكفيلة بتنويع مصادر الدخل والإقلاع عن إدمان النفط على النحو الذي سيضمن ارتفاع الموارد غير النفطية سنة بعد أخرى، وزاد على كل تلك الإنجازات أن تم تمكين المرأة في كثير من الأمور التي تجعلها عضواً مجتمعياً فاعلاً، ولم يكن كل هذا التغير بعيدا عن نظر المراقبين العالميين، والذين صارت المملكة في بؤرة اهتمامهم، حيث صارت تتصدر الأخبار ومقالات الرأي في الإعلام الغربي، وذلك يتوازى مع حجم الدهشة وسرعة التغير التي طالت كبح التشدد والغلو وتيسير أسباب الترفيه والانفتاح على العالم الآخر من خلال منح تأشيرة السياحة للأجنبي، ويتزامن ذلك مع إطلاق المشاريع الكبرى في البحر الأحمر والقدية ونيوم وغيرها.

الواقع أنني لست في وارد تعداد الإنجازات التي تمت، لكثرتها ولكونها معلومة لدى الجميع، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي في عاصفة الحزم، وفي تنويع علاقات المملكة مع الدول وربطها بالمصالح المتبادلة، لكنني أردت أن أقول إن ما تحقق في هذه السنوات الـ3 من إنجازات وتحولات يعادل بصدق ما تحقق خلال 30 سنة من عمر المملكة، وبالتالي فإن سنة واحدة في عهد الملك سلمان يحفظه الله بـ10 أمثالها من السنوات، ولهذا ونحن نمضي حقيقة إلى العقد الرابع (وليس السنة الرابعة) في عهد الملك سلمان الزاهر، فإننا نتطلع لإكمال المسيرة التنموية الصاعدة بقوة الإرادة وبالعزم والحزم، لتكون المملكة العربية السعودية في المكان الذي يليق بها.