-A +A
سعيد السريحي
من القيم التي من المتوخى أن تساهم القرارات والمبادرات التي تتخذها هيئة الترفيه ووزارة الثقافة والإعلام قيمة استشعار الجمال وتثمينه في مختلف جوانب الحياة، وذلك لا يمكن له أن يتحقق إلا بالعمل الدؤوب على الرقي بالذائقة وقبل ذلك تطهير مختلف الفنون من النظرة الدونية التي كانت تحيط بها وتعمل على عزوف الناس عنها، ولعل دور السينما التي سوف تشرع أبوابها قريبا وكذلك حفلات الغناء والموسيقى التي ينبغي انتقاؤها بعناية هي أنجع الأدوات وأنجحها للرقي بالذائقة وتكريس قيمة الجمال، إضافة إلى المسرح الذي ينبغي إيلاؤه عناية خاصة تؤطر الجهود الفردية التي لم تبرح تتفانى في العمل رغم ضعف الإمكانات وافتقار الدعم.

وإذا كان لهذه التربية الجمالية مردودها من حيث تكريسها للشعور بالمواطنة حين يستشعر المواطن أنه يحيا في وطن معني بما يتجاوز تحقيق متطلباته الجسدية من عذاء وكساء ودواء ويحرص على أن يحقق له تطلعاته في الترفيه الذي يمنحه دعما ويعينه على مزيد من العمل والعطاء، إذا كانت هذه التربية الجمالية تحقق له ذلك فإنها في الوقت نفسه تكرس لديه الحرص على المحافظة على كل ملمح جمالي يراه حوله، ولعل الافتقار للشعور بالجمال هو الذي يقف وراء محاولات تخريب المنشآت الجميلة وخير نموذج على ذلك ما حدث من تخريب لكورنيش جدة الشمالي أخيرا وما تتعرض له كثير من المجسمات الجمالية من تشويه كذلك، وقد أصابت الدكتورة لمياء باعشن حين ألمحت إلى ذلك في حوار معها حين قالت (في غياب الفنون المسرحية وطقوس الاستمتاع بها قد ندرك معنى تخلفنا في سلوكيات الفضاء العام وتحطيم ممتلكات الدولة ونزعات التشويه في الشوارع ولذة التخريب).