-A +A
عبدالعزيز النهاري
تعرض أمين محافظة جدة، لهجوم أرض/أرض إعلامي منظم، إثر أمطار جدة الأخيرة، التي اختفت من المحاور والشوارع الرئيسية والأنفاق في أقل من ثلاثة أيام، وتحمل الأمين في ذلك الهجوم الذي أخذ عدة اشكال وأنواع، أخطاء كل المسؤولين عن ميزانيات وتخطيط جدة، الحاضرين منهم والسابقين منذ عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وحتى اليوم، كما تحمل أيضا تبعات إقرار ميزانيات البلديات منذ أول ميزانية سعودية أُصدرت في عهد الوزير محمد سرور صبان رحمه الله، وحتى آخر ميزانية في عهد الوزير الحالي للمالية محمد الجدعان، وتجاوزت الحملة الإعلامية على أمين جدة كل رؤساء بلديات وأمناء جدة منذ المرحوم علي سلامة، أول رئيس لبلدية جدة في العهد السعودي في عام 1344هـ، وحتى عادل فقيه وبينهما تسعة عشر اسما أبرزها محمد سعيد فارسي، وعبدالله المعلمي، وخالد عبدالغني، ونزيه نصيف، ويبدو أن أمانة جدة وأمينها، هما المتنفس الوحيد لإعلامنا في الوقت الحاضر، خصوصا بعد فقدان المتنفس التقليدي للهجمات الإعلامية على الرياضة بتعيين تركي آل الشيخ، وأعتقد أن أمانة جدة وتبعا لذلك النقد والهجوم الإعلامي، ستكون مسؤولة عن القضية الفلسطينية وما آلت إليه، ناهيك عن مسؤوليتها عن كل أعمال شركة المياه، وشركة الكهرباء، وشركات والاتصالات والمرور، والأرصاد والبيئة، وكل هيئة أو وزارة لها يد في محافظة جدة.

وفي خضم كل ذلك الهجوم خصص بعض الكتاب اليوميين والأسبوعيين في صحفنا، وبعض المعلقين في القنوات التلفزيونية، بالإضافة إلى كوكبة من المواطنين الذين تستضيفهم تقارير وتحقيقات واستطلاعات الصحف التي تحمل كلها بعد المقدمة عبارة «ويقول المواطن زيد، ويضيف المواطن عمرو.. إلخ»، كلهم مجتمعون أثروا ذلك الهجوم بآراء واقتراحات ومبادرات كلامية لحل كل مشكلات «جدة» مع الأمطار وغيرها من الاحتياجات البلدية، وأذكر أن كاتبا قديرا أظنه متخصص في «التاريخ» أو «اللغة العربية» قد وضع حلولا جذرية لتصريف مياه الأمطار بجدة ضمن بنود تحددت بأولا وثانيا، وهو جزاه الله خيرا، من أوحى لي بموضوع مقالي هذا، الذي من خلاله أوجه نصيحة لأمين جدة الدكتور هاني أبوراس بأن يتفرغ يوميا لقراءة الصحف والاجتماع بوكلائه ومساعديه لتصنيف مقترحات الكتاب والمواطنين ورواد المجالس والديوانيات، وتبويبها ورفعها إلى وزارة المالية لاعتمادها ثم تسليمها إلى من يلزم لتنفيذها، ولا داعي للدراسات والتخطيط والجدولة والأولويات والاستعانة ببيوت الخبرة الهندسية والتخطيطية العالمية، والإشراف الفني والمالي الهندسي ووجع الرأس الذي لا يزول حتى وإن وضعت الأمانة حديقة أمام كل منزل، واستجابت لطلبات واستثناءات المواطنين كبارا وصغارا وتجاوزت الأنظمة والقوانين من أجل عيون كل صاحب طلب لدى الأمانة، ومنهم صديق يبحث عن وساطة حتى تغض إحدى البلديات الفرعية الطرف عن بنائه مسجدا دون حصوله على ترخيص بناء. ليعذرني أمين جدة على تدخلي في شؤون عمله، لكنها نصيحة تندرج ضمن ما يكتب ويقرأ ويسمع ويشاهد في أيامنا هذه عن جدة وأمانتها.