-A +A
هيلة المشوح
تحدثنا عن كل المحطات التي مر بها اليمن خلال الأيام القليلة الماضية من تغيرات في المواقف بين حزب المؤتمر والحوثيين، وما تلا ذلك من تقدم يحمل مؤشرات بانتهاء مرحلة مؤلمة وشاقة، ولم نتحدث عن الحرب التي بدأت في 25 مارس 2015، الحرب التي توجتها بطولات سطرها التاريخ وحققها جنودنا في الحد الجنوبي، وعلى جبهات القتال من كر وفر وشهداء واختراق لصفوف العدو ببسالة في عدة معارك، وتدمير مخازن تحوي أطنانا من الأسلحة والذخائر، وأعداد الأسرى والخسائر التي تكبدوها بشكل يومي من المقاتلين والذخيرة، كل هذا وغيره كان سبباً ونتاجاً لما حدث مؤخرا من تقهقر لصفوف الميليشيا المدعومة من إيران. ومما لا شك فيه أن لتوتر العلاقات بين الحليفين ميليشيا الحوثي وحزب المؤتمر كان له أثر واضح في تحول المواقف، ولم يكن الخلاف بين الحليفين وليد يوم وليلة، بل بدأ قبل عدة أشهر مع اتهام حزب المؤتمر للحوثيين بالعمل على عزل عناصره من المناصب القيادية التي يتمتعون بها، والاستئثار بالقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، وقد تصاعد الموقف حين اقتحم الحوثيون مسجداً ومقار للمؤتمر، بحجة وجود أسلحة في هذه المقار، فضلاً عن قطع رواتب الموظفين والتسبب في رفع الأسعار وندرة السلع الأساسية في الأسواق واختلاسات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

تمر عاصفة الحزم بحالة نهاية المخاض، الذي سيخرج من رحمها يمن جديد وسعيد بعد تطهيره من ميليشيات وأذرعة إيران، وإعادة الأمل لشعب عانى طويلاً من ويلات هذه الميليشيا، التي وكما ذكر أحد أعضاء حزب المؤتمر «الحوثي يرغب في إعادة اليمن إلى القرون الوسطى»، نعم فهذا المخاض هو ما تشهده العاصمة اليمنية صنعاء حالياً من صدامات بين أنصار المؤتمر والحوثيين، والتي ستنتهي قريباً بالنصر المبين، فالعدو منهك خائر القوى بعد عامين ونصف من حرب وكالة، الهدف منها هيمنة إيرانية وسقوط في وحل حروب طائفية وتمزق وحدة اليمن الذي هو هدف بحد ذاته.. وقد بترنا الذراع بشجاعة سواعد جنودنا وعقول قادتنا، ونحن الآن بصدد «كي الرأس» المحرك لهذه الذراع!


hailahabdulah20@