-A +A
عابد هاشم
• يجانب الحقيقة من يبرئ «احترافنا المنقوص» من كل الممارسات الهوجاء التي يقترفها الكثيرون من لاعبينا، الذين منحوا «بمقاس احترافنا» صنعة «محترفين»، بينما في الواقع هم أبعد ما يكونون عن الاحتراف «السوي»، فالاحتراف بمعنى الاحتراف هو المعمول به في الدوريات العالمية، والأوروبية على وجه الخصوص.

•• لا لشيء سوى أنهم «هناك» لم يهرولوا إلى تطبيق الاحتراف إلا بعد أن استوفوا كافة ركائز ومقومات «نظام الاحتراف في كرة القدم»، وفي مقدمتها تخصيص الأندية الرياضية، ذلك لأن هذا المرتكز هو بمثابة العمود الفقري لنظام الاحتراف، ولا يمكن «المجازفة» بتطبيق الاحتراف في كرة القدم «هناك» دون الانتهاء «أولا وقبل كل شيء» من هذه المرحلة «الأساس»!


•• لذلك هيهات أن تقارن بين أبسط نموذج من لاعبي كرة القدم المحترفين «هناك» ومدى ما هو عليه من إلمام تام بكل ما هو له من حقوق، وما هو عليه من واجبات تجاه ناديه وفريقه، ومدى احترامه والتزامه وتفانيه في أداء ما هو عليه من واجبات، كما هو حرصه على استيفاء كافة حقوقه، وقبل هذا وذاك هو يعي جيدا أنه يعمل ويتعامل مع نظام وأنظمة احتراف «شامل ومتكامل»، ويعمل في ناد رياضي محترف بكل ما ومن فيه، ولهذا النادي المحترف مالك أو عدة ملاك، يتابعون كل صغيرة وكبيرة في النادي بشكل عام وفريق كرة القدم على وجه الخصوص، التقييم أولا بأول «حقوق وواجبات»، لا مجال لأدنى تهاون أو تخاذل، ولا بقاء في الفريق إلا للأصلح.

•• ذلك القليل من كثير عن أبسط نموذج من لاعبي كرة القدم المحترفين «هناك»، فضلا عن سواهم من كبار النجوم، وما لا تتسع له المساحة عن الفكر الاحترافي المتجذر لديهم، وكيف أنهم مهما تضاعفت نجوميتهم، وذاعت شهرتهم، وتضخمت ثرواتهم، ظل دأبهم بنفس الدافعية والاتقاد، وضاعفوا تكريسهم على الاطلاع والتزود بأحدث وأجود سبل وأساليب المعرفة في تطوير الذات، وإطلاق القدرات!

•• أما النموذج المقابل من نجوم احترافنا.. فيكفي القول إنهم يمارسون الاحتراف بفكر هواة، واختزلوا الاحتراف في التحول من «مديونير» إلى مليونير، حرصوا على الحقوق، وتناسوا الواجبات، أحر ما لدى الفريق وجماهيره أبرد ما عنده، غير آبه أن يخذل فريقه، ويتعرض للطرد في الوقت الذي يكون الفريق بأمس الحاجة لخدماته، إذا ما تم إيقافه بقرار انضباطي عبر عن «أساه» بالغياب عن التمارين بدون إذن، وربما السفر للخارج، هل يقوى هذا النموذج على مثل هذه الممارسات في غير «احترافنا»؟! وللحديث بقية، والله من وراء القصد.

تأمل:

وربما فات قوماً جُل أمرهم

من التأني وكان الحزم لو عجلوا

فاكس: 6923348

abedhashem1@