-A +A
عبدالله بن محمد آل الشيخ
كل إنسان في هذه الحياة منذ بداية الوعي ومثلما يُقال تتفتَح عيناه على الدنيا، ويبدأ مشواره الدراسي وانطلاقته في الحياة بمختلف مشاربها، يمر بعقبات وسلوك طرق عدة، منها الصّعب المليء بالأشواك والسّهل الذي طالما ما يتمنّى أن تكون به مراحل حياته، ولكن ليس كُل ما يتمنّى المرء يُدْركه، والحظ يلعب أحياناً دوراً مهماً في حياة الكثير من البشر.

وبالعودة لذكريات البعض الشخصية منها، والعام نجدها مدونة بأسلوب علمي هادف، نستفيد منه دروساً وعبرا والبعض ذكريات عن مكان وزمان كان لهما تأثير في حياة المؤلف، ومن تجربتي وبداية حياتي ومن الذكريات التي تركت لدي مخزونا فكرياً لكتّاب عمالقة كبار مثل الدكتور عبدالعزيز الخويطر وعبدالكريم الجهيمان وفهد المبارك وأنيس منصور والحسّون رحمهم الله جميعاً، كانت ذكرياتهم بعمق كفاحهم ومعاناتهم وحرصهم المتألق في تسجيل كل لحظات حياتهم اليومية بالتفصيل الممتع، واستمتعت حديثا بالعديد من المؤلفات بذكريات ثراء ومعرفة ومعلومات أراها جديرة بأن يتم تدريسها لطلابنا بالجامعات لمسؤولين ورجال أعمال كذكريات الأمير خالد الفيصل والدكتور غازي القصيبي رحمه الله، المهندس على النعيمي والدكتور هشام ناظر رحمه الله والدكتور نزار مدني ورجل الأعمال عبدالرحمن فقيه ورجل الأعمال التميمي ورجل الأعمال الخيري محمد السبيعي رحمه الله وغيرها من الذكريات التي صدرت للعديد من رجال العلم والأعلام والأدب ولم يسعفني الحظّ بالاطلاع على تلك الإصدارات إلا من خلال الصحف والتي تستحّق الحرص على الاطلاع عليها.


كم هي غذاء للعقل والروح لأنها تصدر في عصر جيل يفتقد البعض فيه الصبّر والاستعجال على تحقيق الطّموحات وهذا ليس عيباً عندما تتوفر بالله العزيمة والكفاح اللذان بهما حقق الأوائل المناصب والثروة والتي لم يصلوا لها بين يوم وليلة، بل بمعاناة وجهاد، وبالعودة للبعض منها نجد أن المؤلف كانت بداياته صبيا بقروش في بعض منازل الأثرياء، وآخر ساعي بريد في شركة أرامكو وآخر عاش يتيم الوالدين، وآخر عانى من الترحال والغربة من بلد لآخر، ومن قرية لمدينة لتأمين قوت يومه لوالديه وأسرته، ومع هذا تعلّم ووصل وكوّن إمبراطورية مالية، منهم من نفع الله به وطنه ومجتمعه من خلال أعمال خيرية ساعدت الفقير والمحتاج وأكبر دليل ما قام به سليمان الراجحي ومحمد السبيعي بتوزيع ثروتهما على الأبناء والأعمال الخيرية في حياتهما، ومنهم من انقلبت ثروته وبالاً على أبنائه وشركائه وهذه فئة قليلة بحمد الله، ناهيك عمّن كتب ذكرياته من أهل المناصب، وتركوا أثراً لهم في حياتهم ولم يفقدوها بعد تركها، لأن المنصب لم يكن للثراء بقدر ما كان الثراء الأخلاقي بمساعدة الآخرين من خلالها.

رحم الله من فقدناه وترك لنا كمجتمع سيرة حسنة وأطال في عُمْر من لازال المجتمع ينتظر منه المساهمة لخدمة وطنه وأهله.

abdsheikha@