-A +A
علي محمد الرابغي
وسط ركام من اليأس والقنوط وتداعيات من هنا وهناك.. وجفاف السيولة النقدية.. وسط كل ذلك انقشع الركام عن وهج جديد.. لم تغمره الوقائع ولم تغمطه حقه.. على مر الأيام ولكل من يذكر (أو ألقى السمع وهو شهيد) كان أمير منطقة مكة المكرمة يتقد حيوية ونشاطا ويوغل في سماوات الأمل والتحدي والتفوق على الذات.. وكنت أشفق عليه من إطلالاته التي كانت مملوءة بالثقة وباليقين وبحسن الظن بالله ثم في القدرة الإنسانية التي كانت شعاره تنمية المكان والإنسان.. ومع أنه لم يكن جزافيا وإنما كان يضع النقاط على الحروف ويحترم القدرات ولا يقفز فوق الأشياء.

ويوم الأحد الماضي.. هاتفني الأخ محمد الغامدي من مكتب سموه الكريم يوجه لي دعوة كنت أتمنى أن أكون في حالة صحية جيدة تسمح لي بأن أكون أول من يلبي للمشاركة تحت رعاية أمير منطقة مكة المكرمة في أول رحلة على قطار الحرمين من جدة إلى مكة المكرمة.. وعلى بركة الله ويقيني أن الخطوة التالية تكون من جدة إلى مدينة الملك عبدالله برابغ انطلاقا إلى طيبة الطيبة من أجل أن تتمم إشراقة الفرح وأن ندخل عالم القطارات.


والبقية تأتي:

نعم البقية تأتي.. افتتاح مطار الملك عبدالعزيز الجديد.. الذي سيكون آية في الإعجاز الهندسي والفني وفي الروعة وليقضي على كل المشاكل التي كان يعاني منها الركاب المسافرون والقادمون على السواء والموظفون خاصة في العفش ومشاكله المزرية.. كل هذه المشاريع وما تم في العاصمة المقدسة من إنجازات تنموية.. أرجو أن تكون مباركة وفي المشاعر المقدسة.. كلها صفحات تؤكد دون مواربة وإنما في وضوح أن العمل الإنساني إذا ما توفرت له الإرادة والنوايا الصادقة الإيمانية واحترام المسؤولية فإنها ستتحقق وستكون وفق ما رسم لها.. ولا تكون مجرد أرقام هلامية سرعان ما تتبخر على أرض الواقع وتصدم خيال الإنسان السعودي.. من خلال الفراغ الأجوف الذي يصيب بالخلل مشاريعنا ويضربها في الصميم.. ولعل من نافلة القول ومن الحرص على إحقاق الحق أن نقول إن الفيصل كان صادقا مع نفسه أمينا مع مسؤوليته ووطنه ومواطنيه وفيا مع مليكه.. وكان نعم الرقيب الحارس الأمين على تنفيذ المشاريع.. ولم يكن ليرضى إلا بأعلى درجات الجودة والتصميم.

وقد سئمنا من كل المشاريع التي كما أسلفت كانت تتكلم بالأرقام ولكنها ما أن يحين وقت الرهان نجد أنها مجرد جعجعة ولا طحين.

وبالأمس قد افتتح سموه المشروع الذي طال انتظاره ولمس الناس حقيقة هذا الإنجاز.. وليس القطار وحده وإنما من وراء القطار من سير القطار ومن أدار محطته.. ولا شك هناك جهود كبيرة وراء هذا العمل وهذا الإنجاز.. ولنا الفخر أن نفاخر على نجاح القدرة السعودية وأن ننتظر قريبا إنجازات في البر والجو والبحر.. ولعل الواجهة البحرية التي هي صفحة تفتحها محافظة جدة ومحافظها الشاب وأمينها من أجل أن تكون واحة فنية ورئة تنقي عافية الإنسان والأبدان.. وتسمح لنا أن ندخل العالم المتقدم الذى يحترم الإنسان وقدراته وأمانيه أطفالا وشبابا وشيوخا.

لمعة الأفق الجديد:

لعلها تحمل بوادر الخير والنماء وتغير وجه الماضي القاتم وأن نكون جميعا أمناء في هذا الرحاب المقدس.. على ما وهبنا الله من عطايا الخير والإيمان والبركة.. تحية إخلاص وصدق ووفاء لأمير مكة ولنائبه ولمحافظ جدة ولمعالي أمين العاصمة المقدسة ومعالي أمين مدينة جدة ولكل فرد كبر أو صغر من الذين حولوا الآمال إلى إنجازات رسمت الفرحة على الوجوه.. وحق لنا أن نفاخر بأميرنا وبأننا دخلنا في قائمة العالم المتمدن.. يزيدنا إيماننا ومكانتنا السامية بفضل بيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وشرف خدمته وأن نكون أمناء في هذا الرحاب المقدس.

والغد يحمل تباشير صادقة لكل ما من شأنه أن يرفع من إمكانات خدمة هذا البلد ومواطنيه وزواره وحجاج بيت الله الحرام.. وكل مؤمن ومؤمنة متى ما توفر الصدق واستقر الإيمان ومخافة الله في قلب كل فرد انطلاقا من قول الله تعالى:

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وحسبي الله ونعم الوكيل.

alialrabghi9@gmail.com