-A +A
عيسى الحليان
عندما طرح هاتف «آيفون» في الأسواق لأول مرة قبل عشر سنوات، قرر «ستيف جوبز» أن يعطي الامتياز الحصري لتغطية الخبر ونشر التفاصيل الفنية للجهاز الجديد لمجلة «تايم»، وتبعا لذلك اتصل بـ«جون هيوي» رئيس التحرير، الذي تجاوب مع طلبه دون أن يعطي الموضوع أي اهتمام يذكر، حيث علق كاتب سيرته «إيز اكسون» على هذه الخطوه قائلا إن أحدا في المجلة لم يكن ذكيا بما يكفي لإعطاء الموضوع حقه، وفي أول يوم بدأ طرح هذا الجهاز في عام 2007، ذهب «جوبز» وزوجته إلى متجر أبل في «بالو التو»، الذي كان يعج بطوابير الانتظار، وحينها أطلق مدير الشركة المنافسة مايكروسوفت «ستيف بالمر» كلمته الشهيرة مستهترا، وهو أن هذا الجهاز لا يفي باحتياجات العملاء!!

يقول «آلان كاي» رائد مركز «بالو التو» للأبحاث، إنه عندما سئل من قبل «جوبز» عن رأيه في الهاتف الجديد، قال له: اجعل الشاشة بحجم 5×8 وسوف تحكم العالم!!


صدقت نبوءة الرجل، فلم يكن بعيداً عن الحقيقة، وقد تذكرت هذه الحكاية وأنا أقرأ قبل يومين تقريراً من شركة «تك أنسايت» عن أسعار مكونات هاتف أبل الجديد (آيفون X) الأغلى في العالم، حيث لا تتجاوز قيمة مكوناته سوى 288 دولارا، إلا أن الجهاز الجديد يباع حالياً بسعر يقارب الـ1000 دولار، وهذا يعني أن هامش الربح يتجاوز 64% أي ثلاثة أضعاف تكلفة تصنيعه الفعلية، ويأتي هذا الجهاز التي ما تزال طوابير المنتظرين تصطف أمام متاجر أبل ساعات طويلة للحصول عليه بعد عشر سنوات من طرح سلفه، صاحب الطبعة الأولى الذي قاد الشركة لأن تصبح أكبر شركة تكنولوجيا بالعالم بقيمة سوقية بلغت 862 مليار دولار.