-A +A
حسين الشريف
• عانى الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة من انحدار الإعلام وانغماسه في وحل رداءة الطرح وسوء التعاطي المهني، بعدما اكتظت ساحته بمن لا ضمير له ولا مهنية في ظل غياب المتخصصين الذين يصنعون إعلاما نزيها يقوم على أسس ممنهجة تجمع ما بين العلم والموهبة المهنية، مما نتج عن ذلك ضعفا كبيرا في المخرجات الإعلامية وإغراق الساحة بالفوضويين والمستنفعين، والتسبب في انفلات أخلاقي ومهني وخروج عن النص، ليتمكن من خلاله المتسلقون منهم التطاول على الكيانات والرموز وتسفيه الآراء وعلو الصوت، ليحولوا هذه المنابر إلى منصات تغذي بذور العصب وغرس الاحتقان في نفوس الأجيال القادمة، ليصبح المجتمع الرياضي بيئة طاردة بسبب أولئك المحسوبين على صاحبة الجلالة، مما أفقد الساحة الرياضية الكثير من جمالها ورجالها.

• ولم يستطع أولئك المحسوبون على الإعلام الرياضي الانزلاق في هذا المستنقع ونجاحهم فيه لولا أن وجدوا الدعم والمساندة من بعض ضعفاء النفوس من الوسط الرياضي الذين استغلوا جهلهم ومحدودية فكرهم وضحالة ثقافتهم لتمرير ما يريدون من مصالح خاصة بنيت على حساب القيم والمبادئ والمنافسة الرياضية وهدم الأخلاق الرياضية، لتعم الفوضى والعنترية، إلا أن هذا الخندق المظلم الذي يسير به إعلامنا الرياضي لم يمنع من رؤية بقعة ضوء نستطيع أن نتفاءل بها لمستقبل إعلامي أفضل، أوجدها المستشار تركي آل الشيخ من خلال إعلانه عن اتحاد للإعلام الرياضي يعمل على تنقية المهنة من مفسدي الكلمة، واتسعت دائرة الأمل بعدما وفق معاليه في اختيار الزميل رجاء الله السلمي على رأس هرم هذا الاتحاد المنتظر منذ سنوات، ولا شك أن أبا خالد كفيل بإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي من خلال لوائح وأنظمة تكفل لهذا الاتحاد الانطلاقة الصحيحة نحو إعلام نزيه يحقق أهدافه.


• لذا يعد قرار تأسيس اتحاد الإعلام الرياضي واحدا من القرارات المفصلية والتاريخية التي اتخذها رئيس الهيئة لإعادة تشكيل الرأي وتنويره وضبط المنتسبين له وفق معايير مهنية وعلمية لا تقبل المزايدة عليها، وذلك للمساهمة في تطوير الرياضة لدينا، لأن نجاح أي عمل رياضي مرتبط بنجاح وتفاعل الإعلام معه، مما يجعل المرحلة القادمة مرحلة تنقية وتطهير من المطبلين والمهرجين والمفسدين للذوق العام الرياضي.

• لذا نتطلع لعمل مماثل لما تم خلال الأيام الماضية من محاربة الفساد بكل أشكاله وألوانه، وتطهير الأندية والاتحادات من المفسدين الذين يختبئون بين أروقتها، لذا نحن نتشوق إلى إبعاد مفسدي الكلمة والمهنة ممن أبتلي بهم الإعلام الرياضي، فهل يكون لهذا الاتحاد المنتظر دور في ذلك؟