-A +A
عابد هاشم
• التغني والإعجاب والإجماع على قوة تأثيرها، وجمال إثارتها، وتفرد فنونها، وتفوقها على كل الحضور، ليس عند حضورها فحسب، بل وبعد الغياب..!!

•• تلك هي بعض مشاعر وانطباعات كل المفتونين بسحرها الحلال، إنها جماهير «نادي الاتحاد السعودي».


•• تلك المشاعر تجاوز المعتزون بحملها والتعبير عنها المستويين المحلي والعربي، ولم تقف الإشادة بشغف وكثافة وإبهار هذه الجماهير عند حدود أكبر القارات التي عاشت وتعايشت مع الكثير من «سيمفونياتها» التي عزفتها هنا وهناك في محافل كرة القدم الآسيوية، إبان إنجاز وإعجاز فريق الاتحاد، وتربعه على عرش البطولة الآسيوية لعامين متتاليين (2005/2004).

•• نعم لم تقف الإشادة بجماهير نادي الاتحاد عند ذلك الحد وتلك الحدود، بل نجدها حاضرة بمختلف اللغات، من خلال بعض اللاعبين والمدربين الأجانب الذين تأتى لهم التعاقد مع النادي، والانتشاء بأهازيج وإبدعات جماهيره «الاستثنائية».

•• بعض هذه المشاعر تجاه الجماهير في الكثير من الأندية الأخرى قد نجدها لدى بعض المحترفين الأجانب، إلا أنها مشاعر آنية، لا تلبث أن تتلاشى بعد انتهاء علاقتهم بهذه الأندية على عكس جماهير الاتحاد، التي لم تغب محبتها والإشادة بتميزها عن معظم من سبق لهم التعاقد مع النادي، يتضح ذلك من خلال الحوارات التي تجرى معهم بين الحين والآخر عبر الإعلام الرياضي.

•• هذه الجماهير الاتحادية الاستثنائية كماً وكيفاً، لم تأت بين عشية وضحاها، بل هي نتاج عشق مُتوارث لهذا الكيان الرياضي التاريخي، هذا العشق غُرس ببذور قوامها الحب والفخر والوفاء والتضحية.

•• وعلى مدى عقود السنين التي تشارف على القرن ظل هذا العشق متجذرا في قلوب هذه الجماهير تجاه ناديها العريق، فعندما يُهديها «السراء» بانتصاراته وإنجازاته، تُغدق عليه صادق حبها وعظيم افتخارها، وإن مسته «الضراء» أحاطته بنعيم وفائها وكرم تضحياتها.

•• نادي الاتحاد وفي هذه المرحلة، لم يعد النادي الذي مسته الضراء فحسب، بل هو في أقصى درجات التوجع والعناء جراء تبعات الكوارث الجسيمة التي اقترفتها بعض الإدارات العابثة، لذلك لا يمكن لكل من يعرف ديدن هذه الجماهير الأصيلة أن يتوقع تخليها عن ناديها في أوج محنته، من خلال ذلك الإحجام غير المسبوق عن حضور مباريات الفريق.

•• فإن كان ذلك الإحجام بمثابة رسالة للاعبي الفريق، فهذه الرسالة لم ولن يستشعرها إلا من أحس مسبقا بالظروف الصعبة التي يواجهها النادي، والمرحلة الحرجة التي يمر بها الفريق، وعقد العزم على أن يكون على قدر التحدي والفعل.

•• أما من اتخذ كل ما سبق «فرصة» للتراخي والتخاذل واللامبالاة، فلن تصلح هذه الرسالة ما يُفسده الضمير، بل في حضور هذه الجماهير ما يعري مثل هذا النموذج، ويحفز المتفانين ويبقي على وفاء هذه الجماهير وعونها المعنوي والمادي لناديها وفريقها، والله من وراء القصد.

تأمل:

الصديق الوفي هو من يمشي تجاهك عندما يمشي الآخرون بعيدا عنك.

فاكس 6923348