-A +A
نورة محمد الحقباني
لم يسبق لي أن سمعت أو رأيت في أي قناة أو إذاعة حكومية في أي بلاد من يمثلها ويتحدث في إذاعاتها أو يقرأ أخبارها أو يعتلي منصات أستوديوهاتها الموجهة للمواطنين من هو ليس من مواطنيها!

هل ذلك أمر مقبول، إذا كان من يتحدث للمواطن من جنسية أخرى في وقت يتم تجاهل تدريب بنات الوطن؟


لا أعتقد ذلك!

ألم يحن الوقت لتحمّل بنات البلاد وشبانها راية الإعلام الوطني بالكامل في التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة كافة، من إعداد وتقديم وصياغة أخبار وتحرير ومراسلات وإخراج وغيرها الكثير!

المؤسسات الإعلامية الرسمية السعودية بحاجة إلى فتح المجال أمام السعوديات لتولي تلك المهام الوطنية، ولا شك أنهن سينجحن فيما لو وفر لهن الدعم والمساندة والتدريب والتأهيل والدفع بهن للمقدمة.

الصحف السعودية لا تقل حاجة إلى ذلك أيضاً، وأولها هذه الصحيفة التي أكتب فيها، وآمل أن لا يحذفوا هذه الجزئية؟

الإعلام الجديد المتفرع من كل مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية المفترض أن يمنح الأولوية لكل الكفاءات السعودية الشابة، إذا أرادت العبور في المستقبل من كل مد وجزر وذلك بقدراتنا وإمكاناتنا الوطنية دون الاعتماد على الآخرين.

أما آن الأوان ليعرف الجميع مدى أهمية الإعلام وتأثيره؟

أما آن الأوان لأن تتخطى بنات المملكة تلك العقبات التي خشين منها عقودا مضت بلا مبررات منطقية؟

الحقيقة التي يجب أن تقال ونعمل من أجلها:

بالإعلام بإمكاننا الوصول إلى أهدافنا ومبتغانا الوطني!

بالإعلام بإمكاننا أن نحارب وبقوته ننتصر.

بالإعلام نتعلم الدروس ونعلم دروسا جديدة لكل الأجيال.

بالإعلام نغرس ونؤسس الولاء والانتماء لوطننا.

كل ما هو في الإعلام الْيَوْمَ جدير بطرح هذا السؤال، وأرجو أن لا يغضب ذلك السؤال أحدا.

لماذا نجعل من غير أبناء المملكة ونحن في القرن الـ21 هم من يكتبون ويسطرون أخبارها؟

لسنا ضد أحد ولن نكون في يوم ما، وكل من يعيش في بلادنا مرحب به وفق قوانين واضحة، ولكن الإعلام الوطني يتوجب عليه منح الأولوية لأبناء المملكة من شبان وشابات كما تفعل البلدان الأخرى.

حقاً، لا أتحدث عن الحضور أو الحاضرات في المشهد، اللاتي حملن راية لا ينكرها إلا جاحد، وأثبتن أنفسهن بجدارة، ولهن كل الاحترام، بل وشرفن المملكة في محافل عدة. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

شكراً لهن لتحملهن مسؤولية ثقيلة، وإنما أتحدث عن القادم من الوظائف، وكيفية منح الفرص المستقبلية للسعوديات في إعلام بلادهن.

الْيَوْمَ، لا تنقصنا مصادر ولا موارد ولا مواقع ولا دخل ولا مراكز تدريب أو تخصصات جامعية. ولا ينقصنا تعداد سكاني أو قدرات تعليمية حتى نستعين بغيرنا ومؤهلاته أقل من أبناء بلادنا بحسب التصنيفات العلمية العالميّة!

لماذا نسلم المقود والمصير لأيادي من لا ننكر وفاءهم، ولكن درجات الولاء بدواخلهم أولاً لبلدانهم، وهذا حقهم وواجب عليهم وليس عليهم لوم في ذلك، لأن هذا هو الطبيعي، طالما أبناء بلادنا قادرون على القيام بتلك المهام الوطنية بكل تفوق ونجاح.

ما ينقصنا الْيَوْمَ، هو القرار الجاد وتفعيله على أرض الواقع!

فعلياً، الوسط الإعلامي بحاجة إلى «ديناميكية» المرأة، التي لو سعى آلاف الرجال لأن يصلوا إلى مستواها في هذا الشأن، لما وصلوا لذلك لأنها ولدت بتلك الخصائص والمزايا من الصبر والدقة والانضباطية العملية.

لا شك أن الرجل في مواقع أخرى يبدع، إنما في تفاصيل التفاصيل لن تجدي محاولاته فهو لم يخلق لها كما يقال!

كما يجب أن لا ننسى أن المرأة بحاجة إلى تحفيز وتشجيع لأن هناك تخوفا من المجتمع في أن يصبحن إعلاميات، على رغم نجاحات الجيل السابق منهن والكثير اليوم، والشواهد حاضرة.

وللتأكيد كل ما ذكرته أعلاه يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلات وتصريحات إعلامية سابقة، ويمكن العودة لها.

* إعلامية سعودية

NORAH_MOHAMMED@