-A +A
بشرى فيصل السباعي
بمناسبة حملة القتل الجماعي للكلاب باللحم المسموم وتداول مقاطع عذابها به وانتشار سوائل أجسادها المسمومة على الأرصفة والطرقات بمنظر أثار الاستياء بمواقع التواصل والسؤال؛ بماذا يختلف هذا عن ما فعله السعودي الملقب «بسفاح القطط» الذي حكم عليه بالسجن لعام وغرامة 20 ألف ريال؟! ومن الناحية الشرعية فعندما سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز عن التسميم الجماعي للكلاب لقتلها كان الرد «الكلب غير المؤذي لا يجوز قتله، ولا إلحاق الضرر به‏، أما الكلب الذي فيه داء الكلب ونحو ذلك من الاعتداء فهذا لا بأس بقتله» الفتوى رقم ‏(‏16286‏)‏ اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء. وبتوضيح أوسع قال: «ما جاء في السؤال من أن الكلاب مؤذية بنباحها، وأن منظرها غير مقبول، فهذه لا يجوز جعلها أسبابا تجيز إلحاق أي ضرر بهذا الحيوان‏، ولا يجوز القتل الجماعي للكلاب قتلا يعم المؤذي وغيره؛ لأن النبي نهى عن قتل الكلاب، وأذن في قتل الكلب العقور» الفتوى رقم ‏(‏18029‏)‏ اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء. ثم لا يكاد يمر أسبوع إلا وتحدث وفيات بحوادث اصطدام سيارات بالجمال السائبة ولم تحصل حملات تسميم جماعي للجمال رغم أنه ثبت وجود علاقة بين الجمال وفيروس كورونا القاتل بما يفوق نسبة الكلاب المسعورة، وهناك حديث نبوي يشير إلى أن النبي أيضا كان منزعجا من الكلاب لكنه قال: (لولا إن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها) رواه أحمد. ففي هذا الحديث دلالة على عدم جواز القتل الجماعي للكلاب، وبالصحيح (أن نملة قرصت نبياً من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح) مسلم. ثم لنتأمل هل يتوافق تسميم الكلاب مع هذه الأحاديث؛ بالصحيحين (بينما كلب.. كاد يقتله العطش؛ إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل.. فسقته فغفر لها به). وبالمقابل (عُذّبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار). وقال (ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عنها). ثم لن أقول للقائم بالحملة شاهد المقاطع المتداولة عن وفاء الكلاب ليصبح لديك وعي بأنك تبيد كائنا له عاطفة عميقة كالإنسان، إنما سأذكر كتاب «فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب» الذي ألفه: الفقيه المحدث أبوبكر المرزبان المتوفى عام 309هـ، وذكر فيه محاسن أخلاق الكلاب واعتبرها تفوق كثيرا من البشر. ويمكن جمع الكلاب من المدن ومحيطها كما يفعل الغربيون ووضعها بمحميات مسيجة ويتكفل المتطوعون باحتياجاتها.

bushra.sbe@gmail.com