-A +A
إدريس الدريس
لا ينفك الأمير محمد بن سلمان عن إسعادنا وإدهاشنا ونظل معه نرفع حواجبنا ونلوي أعناقنا ونصيخ أسماعنا، وهو الذي يوالي في حركة دؤوبة تصعيدنا معه ونحلم بوطن عظيم ومتقدم ومتسامح.

كانت خطة التحول 2020 ثم رؤية المملكة 2030 هي السحابة التي أصبحت تمطر علينا كماً متتابعاً من الإصلاحات الاقتصادية وتطلعاً لفطم هذا الوطن وشعبه من الرضاعة «النفطية» التي استمرت عقوداً طويلة.


لقد أراد لنا الأمير محمد بن سلمان أن نكبر وأن نغير قائمة «طعامنا» فلا نتكل على «النفط» وحده، ومن ذلك الحين والقائمة الجديدة تتوالى مع الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

فقد تم تسليم الحقائب الوزارية إلى جيل جديد من الشباب المتسلح بالعلم والدراية.

ثم مضينا إلى تنويع مصادر الدخل اقتصادياً، وما زلنا نسير في هذا الاتجاه ثم أدخلنا الأمير محمد بن سلمان عنوة إلى مدارج التسامح الاجتماعي وتعريض مساحة الترفيه ونبذ التجهم والانغلاق والتشدد.

أما سياسياً فكان توسيع قاعدة الحلفاء وتوطيد العلاقات مع عديد القوى الدولية فلا صديق دائما كما هي أعراف السياسة ولا عدو دائما، ولكن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة هي أسس العلاقات الثنائية.

لا أبالغ هنا إذا قلت إن الأمير محمد بن سلمان يمارس «إعادة البناء» وتجديد روح هذه الدولة المباركة، التي غفت تحت سطوة الصحوة لثلاثة عقود مضت وآن لها أن تلحق بالعالم المتقدم بما لا يمس ثوابتها الأصيلة.

لقد عاد الأمير محمد (الثلاثاء) ليدهشنا ويسعدنا مجدداً، وذلك ضمن ملتقى مستقبل الاستثمار عندما أعلن عن إطلاق مشروع «نيوم» العملاق، والذي يعد حلماً مستقبلياً بكل تطلعاته وتجهيزاته والأسس المتطورة لبنيته التحتية.

«نيوم» مدينة جديدة في كل تفاصيلها وهذه المفاجأة امتداد لمشاريع جزر البحر الأحمر وكذلك مشروع القدية، كما أن «نيوم» جزء من أحلام مختبئة في جعبة الأمير محمد بن سلمان والتي وعد جميع مناطق المملكة بأن يحدث فيها نقلة نوعية مثل منطقة تبوك.

ومن هنا وحتى ذلك الحين فما علينا إلا أن نركب قطار الأحلام مع الأمير محمد بن سلمان، فهو كما قال سموه واحد منا نحن الـ20 مليون نسمة، وسنتولى جميعاً تحفيز الأفكار والرؤى والتطلعات المستقبلية لتكون واقعاً ملموساً على الأرض إن شاء الله.

وإن غداً لناظره قريب.