-A +A
حسين الشريف
• كلما حاولنا الابتعاد قليلا عن الهيئة وقراراتها التاريخية وبحثنا في أروقة الأندية عن فكرة نطرحها أو قضية نناقشها أو رأي نبديه حتى لا نتهم بأننا مطبلون أو لنا مآرب أخرى. إلا أننا سرعان ما نجد أنفسنا مجبرين على العودة مرة أخرى لهرم المؤسسة الرياضية وملاحقة ثورتها الإصلاحية التي تنتظم البلاد طولا وعرضا.

• فما يجري حاليا من حراك في المشهد الرياضي أمر غير عادي مما يستوجب علينا التوقف أمامه والتأمل فيه والاستفادة منه، وإذا كان بالإمكان المساهمة فيه فإن ذلك خير الأمور.


• بالتالي لا غرابة أن يستحوذ ذلك الحراك الصاخب على كل أفكارنا ومقالاتنا وبرامجنا، فجلد الذات الذي تمارسه المؤسسة الرياضية منذ تولي تركي آل الشيخ المهمة بات أمرا لا يمكن تجاهله أو غض الطرف عن دوره في رسم ملامح المرحلة المستقبلية للرياضة السعودية.

• تركي آل الشيخ الرجل «الصامت» طوال معرفتنا به كرئيس فخري لنادي التعاون لم نتوقع بأنه يحمل كل تلك القرارات داخل حقيبته، ولم يدر في خلدنا أن وراء هذا الهدوء عاصفة لن تبقي ولن تذر لهواة العبث.

• فالفترة الزمنية التي انتفض فيها وكشر عن أهدافه لم تكن كافية لاستيعاب سخونة القرارات التي «تبرد الكبد» وآلياتها المحكمة في سبيل تطهير المجتمع الرياضي من المستنفعين.

• فما طرح من قرارات وتوجهات لا يمكن إصدارها في أقل من ثلاث إلى أربع سنوات كما جرت العادة في السابق، ولكن التغير الكبير والثورة التي تعيشها مؤسستنا الرياضية تجعلنا نركض بأقلامنا وأفكارنا لمسابقة الزمن، فالخطوات باتت واسعة والموج عاليا ومن لا يستطع أن يساير هذه التغيرات المفصلية في منظومتنا فإنه سيجد نفسه خارج «المنظومة».

• فكلما صفقنا لقرار، ظهر قرار أقوى منه يراد به الإصلاح ومحاربة الفساد، مما دفع بعض الرياضيين إلى السكون والتريث وبعضهم للانسحاب وفئة ثالثة أصابتهم أم الركب خشية أن تأتي رجل أحدهم في ملف شائك لا يستطيع الإفلات منه.

• ولعل العمل القادم يحمل الكثير والكثير من القرارات الشجاعة والجريئة، وما بملف شكري إلا بداية لسقوط رؤوس أينعت وحان قطافها كانت لوقت قريب صعبة المنال.

• ولكن ما أود أن أضيفه حتى نضمن فاعلية تلك القرارات أن تكون آلية التنفيذ بنفس القوة التي جاءت بها القرارات فالتحقيق مع خالد شكري قد يأخذنا إلى أماكن مظلمة أو شديدة الظلام تحتاج إلى قلب جامد لنبش عش الدبابير لأسماء ذات حصانة في دستورنا الرياضي.

وقفة:

• حتى لا تكون قرارات الهيئة حبرا على ورق فإنه يترتب على اتحاد الكرة أن يقوم بدوره كما ينبغي دون أن تأخذه في الحق لومة لائم في تنفيذ جميع تلك القرارات.

al_sharef4@