-A +A
علي محمد الرابغي
خالد بن عبدالله اسم تألق في سماء الشهرة وبرز كأحد الأعلام الرياضية التي أثرت في الواقع الرياضي.. وأصبح اسمه مقترنا بنجاحات النادي الأهلي.. عرفته طالبا في الثانوية العامة وكان خاله عبدالعزيز الصحابي (يرحمه الله) زميلي.. كان مربيا فاضلا يكتنز حبا عاطفيا لابن شقيقته والدة خالد بن عبدالله.. وكان لي السبق في أن بشرته بنجاحه بالثانوية العامة ومن ثم في الجامعة.

خالد والكرة والأهلي:


ذات مساء في قصر الأمير عبدالله الفيصل (يرحمه الله) يصحبه أحمد عيد نجم الكرة المعروف وزميله في الدراسة.. تحرك في داخلي فضول عجيب، لعله نزعة حب الاتحاد، ونصحته بأن لا ينتمي إلى الأهلي لأنه لن يجد فرصته.. وأمامه الاتحاد كي يبرز كنجم كرة.

وسبحان الله فقد صدقت توقعاتي وبعد حين من الدهر تحول يدفعه بر والدته بتسنم ذروة الإدارة في النادي الأهلي الذي استطاع به ومن خلاله الاستمرار في تحقيق البطولات.. كان له فضل السبق بالاستعانة بالكفاءات الدولية (كديدي) في تدريب الأهلي، الأمر الذي أكسب نجومه جدارة وتفوقا ووصولا إلى العالمية.. ولم يكن خافيا على النقاد والمتابعين أنه من خلال إدارته الحكيمة قد جنب الأهلي الويلات التي اكتوت بها الأندية المنافسة.

لم يكن خالد العبدالله ظاهرة إنسانية وأخلاقية تمارس السمو من خلال تعاملاتها التي اتسمت بالصدق والإخلاص والروح الإيمانية الأخلاقية وحب الوطن فقط.. بل كان مشاعا كالهواء.. إذ يعج منزله الكريم بشتى أطياف الرياضيين من كافة الأندية.. فهو صديق صدوق لكل الرياضيين.. ولعل ذلك أكسبه مكانة عند المسؤولين، إذ وقع عليه الاختيار من بين نخبة مختارة لدراسة الوضع الرياضي وسبل النهوض به.

الآن وقد أزف الرحيل فإن خالد العبدالله أحسن التوقيت.. سيظل علما بارزا ورمزا من رموز الوطن الأوفياء الذين يحتفي التاريخ الرياضي بإفراد صفحات مضيئة ومشرقة لهم.. وكما آن لهذا الفارس أن يترجل بعد أن أعطى من ذاته وماله وقدراته الكثير الكثير للأهلي بل وللرياضة عامة.. أحسب أن غياب خالد بن عبدالله عن الساحة الرياضية سيكون أكثر سلبية ولن يسد فراغه أحد غيره.

الحراك الرياضى قفزة نوعية:

لعل كل الذين يتابعون الحياة الرياضية في هذا البلد قد سئموا التراكمات التي تنتج عن أخطاء تسببت في التأثير المباشر على سير الكرة السعودية خاصة في الأندية الكبيرة.. ولعل الاتحاد والوحدة يبرزان في المقدمة حيث كثافة الأخطاء.

وما كنت بل وما كان لنا أن نرى أصابع الاتهام تشار إلى نخبة ممن تولوا أمر الإدارة فى هذين الناديين وأن يساقوا إلى النيابة متهمين.. ومع أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وخاصة أن هناك أسماء من عوائل كريمة.. ولكن لعل النتائج تظهر من اقترف الآثام من غيره.. ولعل الهزة العتيقة تنقي أجواء الوسط الرياضى من كل العابثين بمصائر الأندية.. وصولا إلى تحقيق الرسالة السامية للرياضة وللكرة.

ولعل الأيام القادمة تكشف عمق المأساة وتدفع نحو تحول تاريخي في إدارة الأندية والدفع بها إلى المسار الصحيح وخاصة بالتعجيل في التخصيص، حتى لا تضطر الأندية للتسول بجمع المال المشروع وغير المشروع.. ولتفتح صفحة جديدة تتحول بها إلى أسلوب المؤسسات الكبيرة التي تبني روح التنافس الشريف.. والحرص على الارتقاء بمستويات الكرة من خلال التنافس وإيجاد مصادر دخل دائمة تعزز إيرادات الأندية.. لتغنيها عن السعي وراء الدخل غير المشروع.. ولتسهم في نهضة رياضية حقيقية تؤسس لقفزات نوعية في مستوي الرياضة السعودية.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

alialrabghi9@gmail.com