-A +A
عبير الفوزان
استوقفني مقال الزميل غسان بادكوك يوم السبت الماضي، في صحيفة «عكاظ» عن مجلس الشورى المعنون بـ(هكذا يمكننا إصلاح وتفعيل مجلس الشورى)، وذلك لسببين، الأول نفيه الكامل لوجود أجندة سرورية داخل المجلس، ويبدو أن تلك الفقرة النافية من مقاله كانت ردا على مقال للأستاذ قينان الغامدي. هذا النفي الغريب هو ما استوقفني في البداية من كاتب مختص مثل بادكوك، وأظنه متابعا ممتازا لما يكتب حول المجلس، فلقد كان حريا به أن يعود للأرشيف الصحفي خلال الدورات الماضية وحتى الحالية ليقرأ بأم عينه عن تعطيل وتجميد وسحب عدد من التوصيات والمشاريع.

هل نسي الزميل بادكوك مدونة الأحوال الشخصية التي أعدتها لجنة حقوق الإنسان والتي أحيلت إلى لجنة الشؤون الإسلامية، ثم انقطعت أخبارها، هل نسي نظام مكافحة التحرش والذي تمت جدولته في إحدى الجلسات ثم غيب إلى الأبد. أما تعديل نظام الأحوال المدنية فحكايته حكاية، فقد جمد في المجلس حتى طبقته وكالة الأحوال المدنية بالاستنساخ من خلال مندوبيها الذين زاروا المجلس. كذلك نظام وثائق السفر تم وضعه في الفريزر، أما مشروع الوحدة الوطنية لمكافحة الطائفية فقد أُسقط بالضربة القاضية. ولا ننسى مشاريع قيادة المرأة للسيارة، وتوصية تنظيم زواج القاصرات التي رُفضت.


أما التوصية الرائدة فكانت تلك التي تتمثل في دمج هيئة الأمر بالمعروف مع وزارة الشؤون الإسلامية.. هذه التوصية بالذات تحتاج منك إلى وقفة؛ لأنها ستحتاج مني إلى أكثر من مقال.. أظنك ما زلت تذكر المسرحية التي جرت حولها.. نذكر جميعا بعد تقرير قناة الجزيرة ماذا حدث وماذا قيل! بعد كل هذا تقول لا وجود لأجندة سرورية!

لقد تعبت يا زميلي من السرد، ولكني سردت لأني واثقة أنك تعرف ما هو القاسم المشترك بين كل ذلك، جميعها.. نعم جميعها تعرض وتفكك لب الأجندة السرورية.

أما السبب الثاني الذي استوقفني هو التوجيه الأبوي في مقالة الزميل لعضو الشورى بأن يكف عما أسماه بالتصريحات المستفزة والشللية وتسويق الذات، فنحن ككتاب نعرف بأن عضو الشورى يعاني في مجالس المجتمع، ومن على منصات التواصل الاجتماعي من الهجوم المستمر. وأنا ممن كتبوا وفندوا رأيا لإحدى عضوات مجلس الشورى، وكنت حادة في ذلك. إلا إذا كان الزميل يقصد بعض الأعضاء الذين عكسوا شجاعة نادرة في انتقاد ضعف المجلس ومشكلاته المزمنة في مداخلاتهم وتصريحاتهم، فلهؤلاء نقول: سيروا على بركة الله فشفافية برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 لم تعد تقبل الضعف والخور فضلا عن المداهنة والتلميع.

abeeralfowzan@hotmail.com