-A +A
علي محمد الرابغي
أستميح القارئ الكريم عذرا بأن أقف هنا إجلالا واحتراما لهذا اليوم، الذى ارتبط فى ذاكرتي وذاكرة الأطفال الصغار وذاكرة الكبار كرمز من أعظم رموز الارتباط والانتماء.. أعني هنا بأني قد وعدت القارئ بمواصلة الحديث عن خطبة الجمعة والعام الدراسي الجديد.. ولكن الأحداث والمناسبات منها ما لا يقبل التأجيل وإنما يفرض نفسه على الساحة كحدث بارز التقت عنده وبه مشاعر كل فرد من أفراد هذا المجتمع الكريم على مختلف أطيافه.. بل تعدته إلى مشاعر كريمة من الإخوة فى دول مجلس التعاون الخليجي البحرين والكويت والإمارات وفي الدول العربية الشقيقة في مقدمتها مصر الكنانة.. يأتي هذا الكم الهائل من تدفق المشاعر الصادقة التي حملتها أجنحة الصدق والعفوية والتلقائية تعبيرا عن الفرحة الكبرى لهذا الشعب.. وحق له ولكل مواطن، بل ولكل ذرة من تراب هذا الوطن أن تفخر بهذه المناسبة السعيدة التى جاءت تعبيرا عن الولاء والمحبة.. التي هي الأساس في بناء هذا الصرح الكبير.. ويمضي الزمان وتكر الأيام كحبات المسبحة وهذا الوطن يتماهى في شموخ وكبرياء وعزة.. عززها الرب عندما شرفنا جميعا بأن نكون خداما للبلد الحرام بلد الله الذي نتوجه له مع العالم الإسلامي خمس مرات في اليوم.. في وحدة من النقاء والصفاء وتوحيد الله الواحد الأحد.

جميل جدا أن تتفجر هذه المشاعر وفي عفوية وصدق لتعبر عن ذاتها من خلال صور عدة نلمسها على براءة وجوه الأطفال، وعلى حلاوة تعبير الفتيان والفتيات، بل وعلى كل أطياف هذا الشعب الذي اتحدت أهدافهم وتوحدت من أجل الولاء لهذا الوطن وللملك ولكل العاملين لخدمة هذا الوطن.. في مقدمتهم رجال الدفاع والأمن الذين برهنوا في هذه الأيام على شجاعتهم وعلى أنهم بواسل لا يخشون في الله لومة لائم.


اليوم الوطني والعام الجديد:

ولعل من محاسن الصدف وبشائر الخير أن يحل هذا اليوم مع طلائع عام هجري جديد.. نأمل أن يكون سارية ننطلق معها وبها نحو أهدافنا النبيلة نغذ السير على طريق التنمية والبناء لا نخشى في الله لومة لائم وأن يكون ولاؤنا خالصا لله ثم للوطن ولقائده.

وأن لا ننسى جنودنا البواسل الذين يقفون على الحدود يكفوننا شر الأعداء ويفتدون الوطن ومواطنيه ومكتسباته بأغلى ما يملكون (أرواحهم الطاهرة) حماهم الله وحمى هذا الوطن من شر الأشرار.

العام الجديد وهذه الذكرى الخالدة:

تعمقت في أفئدتنا وفي خواطرنا أبعاد لها مراميها بين الأمس واليوم والغد.. ولعلنا لا نسرف في التعاطي مع الأمل والثقة المطلقة في المستقبل إلا بقدر الاعتماد على الله وحده لا شريك له. (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

لعل هذه الإيماءة أو الإشارة تحيط بواقع العالم المضطرب الذي يشتعل مصائب وأخطارا فى مقدمتها تدني الاقتصاد مما يؤثر على الدخل القومي وبالتالي على دخل الفرد.. أقول صادقا معتمدا على الله.. لعلي وفي هذه المناسبة بعد عام إن شاء الله قد يتبدل الحال إلى أحسن حال، وهذا بعد الاعتماد على الله لا يتـأتى إلا بوحدة الانتماء.. وأن نشمر عن السواعد كل في مكانه وموقعه لنعزز النهضة ونحافظ على مكاسبنا.. بل ونسعى جاهدين إلى الارتقاء بالنمو وبالدخل حتى تظل بلادنا شامخة رافعة الرأس في مهابة على جميع الأصعدة.. وأن يصحبنا الله بتوفيقه وعميم فضله فهو وحده المرتجى والمؤمل.. ونظرة واقعية تجعل أهمية العمل المشترك والولاء المشترك قاسما أعظم في مواجهة المستقبل وكل ما يكتنفنا من أخطار..

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)

وحسبي الله ونعم الوكيل.

abido13@yahoo.com