-A +A
عبدالرحمن اللاحم
الجماعات الإسلاموية وأتباعها ومريدوها؛ لا تعييهم الحيل والأساليب لتنفيذ أجندتهم، فتجد أن تكتيكهم وخطابهم يتبدل ويتغير على حسب المناخات السياسية، فينحنون أحيانا ويتراجعون أحيانا أخرى وكل مرحلة لها مفرداتها وخطابها الموجه للجماهير، وخير مثال على ذلك طبيعة الحراك الحزبي لجماعة الإخوان المسلمين إبان حكم الجماعة في مصر، وكيف كان إخوان الخليج متنمرين على خصومهم، يشنون الحملات المنظمة ضدهم ويصفونهم بأبشع الأوصاف وأقذرها، وما أن تهاوت عروش الجماعة وبدأت تفقد مواقعها، وبعد تحرك دول الخليج الجدي والصارم ضد الموالين لها والمتعاطفين معها حتى تراجعت الكوادر والقيادات وتخلوا عن النفس النضالي المزعوم، وما أن بدأت الأزمة مع النظام القطري الغاشم وبدأت أجزاء من ملفات أولئك العملاء وتكشفت علاقاتهم مع النظام القطري حتى تعالت بعض أصوات كوادر جماعة الإخوان المسلمين مدافعة بشكل غير مباشر عن نظام الحكم بقطر من خلال مهاجمة الأقلام الوطنية التي تدفع أذى تلك الدولة الباغية وانتهجت الأقلام الحزبية طريقا ملتويا كعادتها بأن أطلقت عليهم أوصافا من أجل إسقاطهم وتدنيس جهودهم بأنهم يشقون اللحمة الوطنية ويسعون إلى الفتنة، وكان آخر تلك الشعارات (الوطنيون الجدد) والهدف هو أن يشعر كل كاتب وطني بالخجل من أن يدافع عن وطنه ويذود عن حياضه حتى لا يسقطوا ذلك الشعار عليه تماما كشعار (وطنجية) الذي عايروا به الكتّاب والناشطين من أجل أنهم تجرأوا ودافعوا عن وطنهم كما يفعل كل البشر في هذا الكوكب، إن هدف الأبواق الإخوانية هو تخفيف الضغط على الدوحة عن طريق إرهاب الأقلام الوطنية والحيلولة دون أن يكشفوا بقية الملفات، خوفا على أقطاب الحكم في قطر، وخوفا على أنفسهم حتى لا تتكشف أوراقهم وخياناتهم لأوطانهم وكيف أنهم كانوا يوالون حزبا متطرفا على حساب وطنهم، والمصيبة أنهم لم يتعلموا حتى الآن من معاركهم السابقة بأن هناك فئة من الكتاب والمفكرين والمثقفين لا يمكن أن يغمدوا أقلامهم أو أن يخضعوا للابتزاز والتخويف ولا تغريهم (الجزرة) كما أغرت كوادر الجماعة فباعوا أوطانهم بثمن بخس، ريالات.