الزميل عبدالله الغضوي يتحدث إلى مجموعة من فتيات الجهاز الأمني في الطبقة. (عكاظ)
الزميل عبدالله الغضوي يتحدث إلى مجموعة من فتيات الجهاز الأمني في الطبقة. (عكاظ)
-A +A
تحقيق : عبدالله الغضوي GhadawiAbdullah@
ملء الفراغ الأمني، هو كل ما يشغل ذهن قوات سورية الديموقراطية والقوى المتحالفة معها مع العرب، وباعتبار مدينة الطبقة عمق تنظيم داعش الإرهابي، فقد اتجه المجلس المدني الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل جهاز أمني قوامه من النساء لحفظ الأمن، فما هو هذا الجهاز؟ تعلمت المدن السورية من تجربة الرعب واختراق المدن بالمفخخات ألا حياة دون ترسيخ الأمن، فقد كانت الفلسفة بعد تحرير أي مدينة هي صناعة جهاز أمني يقوم على تعويض الأمن، إذ كان داعش القوة الوحيدة على الميدان. وقد تعهدت واشنطن بمهمة التدريب والتسليح، في دورة لمدة 15 يوما يتم خلالها تأهيل المتطوعين فكريا وأمنيا، ليكون الجهاز الأمني الذي يخلف جهاز الحسبة والشرطة العسكرية في الطبقة والمدن الأخرى. وربما أراد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، تغيير كل معالم المدن التي يسيطر عليها التنظيم، وربما تغيير حتى الثقافة السائدة برؤية رجل الشرطة وهو يتجول في شوارع المدينة، لتحل محله فتيات يحملن السلاح كما هو الرجل، وبالفعل هكذا كانت الصورة في الطبقة.

«عكاظ» تحدثت إلى قائد الأمن الداخلي كفا سنجار، التي قالت إنها تلقت وزميلاتها تدريبات على ضبط الأمن وحفظ النظام من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن نسبة إقبال الفتيات هي الأكثر نظرا لرغبتهن في أن يكون لهن دور في مستقبل سورية.


وأشارت إلى أن الخطة تتجه لتأهيل 450 ــ 500 عنصر لحفظ الأمن، لافتة إلى أن منطقة الجزيرة (القامشلي) أرسلت عددا من عناصر الأسايش لحفظ الأمن. وأوضحت كفا (التي عملت في قوات الأسايش في ما يسمى «مقاطعة الجزيرة») أن هناك تنسيقا أمنيا مع قوات سورية الديموقراطية «قسد» حول القضايا الأمنية، مؤكدة أن عدد العناصر العربية الأمنية يفوق عدد الأكراد.

وكشفت أن من أهم مطالب التحالف الدولي خلال عملية التدريب والتسليح، ألا يكون هناك ارتباط بأي أحزاب سياسية في المدن الخاضعة لسيطرة هذا الجهاز الأمني، لافتة إلى أن مهمة إعادة الأمن من أصعب المهمات التي تواجه كل المدن التي تتحرر من تنظيم داعش، خصوصا أن المجتمع ما زال تهيمن عليه سطوة داعش المرعبة.